غزة-فلسطين برس- أكد الدكتور عدنان الوحيدي، مدير جمعية أرض الإنسان الطبية المعنية بشؤون الطفل الفلسطيني، ارتفاع نسبة التقزم والتشوهات الخلقية بين المواليد على مدار الـ4 سنوات الماضية.
وقال عدد من أطباء القطاع للعربية.نت "من المؤكد أن أشعة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً التي أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال حربها على قطاع غزة السنة الماضية، أدت إلى تلك التشوهات".
وفي تصريح للعربية.نت، قال الوحيدي "سوء التغذية المزمن أدى لتكوين أجنة مشوهة داخل أرحام أمهاتهم، ولم تكن نتيجة وراثة أو هرمونات معينة"، مشيراً إلى أن 14% من الأطفال ولدوا مشوهين في الفترة الماضية نتيجة سوء و نقص التغذية.
وأوضح أن نشر التوعية بشكل كامل داخل المجتمع يعتبر عاملاً مهماً لخلق أجيال بنيوية سليمة. وقال للعربية نت "تتحمل المؤسسات الطبية كامل المسؤولية في هذا الأمر، فغزة منطقة غير خصبة من قبل الجمهور كونه يتفاعل مع أهمية التغذية والرعاية الصحية السليمة في بداية الأمر، لكنه لا يعير إهتماماً بعد ذلك للأمر، مما يؤدي إلى مواليد مشوهة في أعضاء مختلفة من أجسادهم.
وخرج طفل من رحم أمه أقرب إلى شكل الغوريلا، حيث إكتشفت الأم أن طفلها المولود قبل لحظات يعاني من قصر القامة وأنف أفطس وميل شديد للداخل في أطرافه، فضلاً عن أصابع ملتحمة ببعضها البعض على نحو يشبه الغوريلا في تكوينها الجسماني، مما دعا والدته لتركه داخل المستشفى والعودة إلى منزلها بدونه.
ونفى أطباء قسم الولادة في مستشفى الشفاء بغزة، التي شهدت مولد الطفل الغوريلا، أن يكون هذا التشوه الذي حدث للطفل لأسباب وراثية.
وأضافوا أن قرابة ثمانين حالة تشوه لأجنة ولدوا خلال السنة الماضية، وهو ما لا يحدث بالمطلق "إذ كانوا يشاهدون حالة أو إثنين على الأكثر في السنة الواحدة، لكنها زادت بشكل ملحوظ بعد الحرب مباشرة".
واعتبر الدكتور الوحيدي أن الرضاعة الطبيعية والوقوف على علاج حالات التشوه قبل سن الثالثة للطفل، تزيد من إحتمالات شفاءه بشكل أكبر. وقال "نقص الغذاء المتكامل للطفل يؤدي إلى إرتباك في منظومة نموه الجسدي".
ويعاني قطاع غزة من نسبة فقر وصلت لأكثر من 85% وهو ما يؤثر على نمو الأطفال بشكل كامل، حيث تحاصر إسرائيل القطاع منذ حوالي 4 سنوات بالإضافة إلى الحرب التي شنتهاً عليه السنة الماضية وأطلقت عشرات القنابل من الفوسفور الأبيض، وهو سلاح مصنّع من عنصر الفوسفور الكيميائي الحارق إلي يلتهب بمجرد تفاعله مع الأكسجين، فيتحول إلى خامس أكسيد الفوسفور ذو الحرارة الأشد.