كثيرة هي القصص التي تُروى عن قسوة الحياة.. ففي كل زقاق غزي قصة ألم الماضي وقسوة الحاضر وغموض المستقبل، وإن اختلفت المأساة أو تفاوتت من بيت، إلى آخر... ولهاتين الشقيقتين نصيب من المعاناة والألم الممتد.
فالاسم الأول قد يثير الغرابة للوهلة الأولى فكليوبترا التي لم تتجاوز السابعة والعشرين من عمرها ، وشقيقتها الصغرى نازك التي تصغرها بعامين لم يدع المرض مجالا لهما لكي تعيشا حياة طبيعية كباقي البشر.
الشابة كليوباترا... تعاني من مرض السرطان الذي اكتشفه الأطباء في مستشفى غزة الأوروبي وهي حامل في الشهر السابع، قبل نحو خمس سنوات خلال إجراء تحاليل لورم في يدها اليمنى.
وتقول كليوباترا التي وقعت فريسة للمرض: "في البداية كنت أعتقد أن هذا الورم مادة لزجة فلم أكن أتوقع أن يكون سرطان... فقمت بإجراء التحاليل اللازمة و طلب الأطباء أن أجري عملية جراحية لاستئصال الورم التي اعتقدت انه ورم عادي سيزول بعد الجراحة مباشرة .
ولكن؛ صدمتي كانت كبيرة ومؤلمة، عندما توقف الطبيب الجراح عن إجراء العملية وقال لي إن هذا الورم ناجم عن مرض خبيث "السرطان" ومنذ تلك اللحظة وأنا أخضع للإشعاع فى مستشفى معهد ناصر في جمهورية مصر العربية ، حيث أتوجه كل 6 أشهر للمعهد لأخذ العلاج في محاولة لاحتواء المرض الذي استشرى بشكل كبير في أنحاء جسمي".
صدمة أخرى ... ؟!!
بعد مرور عامين لم تكن عائلة كليوبترا تتوقع أن تتلقى صدمة ثانية من العيار الثقيل ، تمثلت بإصابة ابنتهم الثانية ( نازك ) بنفس المرض ... لتبدأ رحلة المعاناة المضاعفة لهذه الأسرة الحزينة التي أمرضها أوجاع ابنتيهما ( كيلوبترا ونازك ) فرحلة العلاج التي امتدت منذ خمس سنوات ولم تنته إلى هذه اللحظات التي يشتد بها الألم وترتفع معها تكاليف العلاج لمداوة المرض الذي يهدد حياه شابتين في عمر الزهور.
وتتنقل الشقيقتان المصابتان بالسرطان، كل ستة أشهر لمعهد ناصر، حيث تتلقيان العلاج ، الكيماوي ، بعد ان تمكنا من الحصول على تحويلة مرضية من وزارة الصحة ، لا تشمل الإقامة والعلاج ، مما يهدد حياتهما لان عائلتهما الفقيرة لم يعد بإمكانهما تحمل تكاليف السفر والعلاج .
وتقول كليوباترا أن حالة أسرتها المادية للعائلة سيئة جداً .. والدهما لا يعمل ، وقد اضطر للدين من بعض الأصدقاء والأقارب ، لتحمل تكاليف العلاج ، ومنذ سنوات وهو لم يعد بإمكانه سد الديوان المتراكمة والتي وصلت لأكثر من أربعة آلاف دينار ( 4000 دينار أردني ) .
وتضيف كليوباترا وعلامات الحزن والألم تبدو واضحة على ملامحها التي أنهكها المرض ، "الناس يطالبون والدنا بسداد الدين ونحن بالكاد نوفر قوت يومنا ، ولا نعرف ماذا نفعل ، وأين نذهب فلا نستطيع سداد الدين وليس بمقدورنا توفير تكاليف رحلة العلاج القادمة!".
حياة بؤس وشقاء ..
وتعيش الشقيقتان المريضتان ظروفا اقتصادية ومعيشية غاية في التعقيد ، فهما تعيشان في بيت متواضع لا يوجد فيه متسع لأفراد الأسرة الذي يزدحم البيت بهم ، فحياة الفقر لا يعرف قسوتها إلا من عايش تفاصيلها التي كانت حاضرة في قصة الشابتين (كليبوترا ونازك) اللتين تقطنان منزلاً تعلوه ألواح الأسبست ، في حي يتقاسم معهم تفاصيل معاناتهم.
بذلك تنطلق الصرخات الممزوجة بالألم والجراح داعية أصحاب الضمائر الحية للانتفاض لتقديم يد المساعدة في تطبيب ومداوة المريضتين اللتين عجزتا عن تغطية تكاليف مرضهما الذي يشتد يوماً بعد يوم ولضمان إكمال رحلة العلاج التي إكتوت بحصار غزة المتواصل منذ أكثر من أربعة أعوام .
للتواصل مع المريضتين على:
جوال رقم 0599724280
ومن الخارج 00970599724280
موضوع: شقيقتان في غزة بين مطرقة الفقر وسندان السرطان 
الخميس أبريل 01, 2010 9:36 pm
