لنعلن المصالحة قبل أن تعلن الحرب .. بقلم د.مازن صافي
.ExternalClass .ecxhmmessage P
{padding:0px;}
.ExternalClass body.ecxhmmessage
{font-size:10pt;font-family:Verdana;}
.ExternalClass p.ecxMsoNormal, .ExternalClass li.ecxMsoNormal, .ExternalClass div.ecxMsoNormal
{margin-right:0cm;margin-bottom:10.0pt;margin-left:0cm;text-align:right;line-height:115%;direction:rtl;unicode-bidi:embed;font-size:11.0pt;font-family:'Calibri','sans-serif';}
.ExternalClass p.ecxMsoHeader, .ExternalClass li.ecxMsoHeader, .ExternalClass div.ecxMsoHeader
{margin-bottom:.0001pt;text-align:right;tab-stops:center 207.65pt right 415.3pt;direction:rtl;unicode-bidi:embed;font-size:11.0pt;font-family:'Calibri','sans-serif';}
.ExternalClass p
{margin-right:0cm;margin-left:0cm;font-size:12.0pt;font-family:'Times New Roman','serif';}
.ExternalClass span.ecxChar
{;}
.ExternalClass .ecxMsoChpDefault
{;}
.ExternalClass .ecxMsoPapDefault
{margin-bottom:10.0pt;line-height:115%;}
@page Section1
{size:595.3pt 841.9pt;}
.ExternalClass div.ecxSection1
{page:Section1;}
لنعلن المصالحة قبل أن تعلن الحرب .. بقلم د.مازن صافي
منذ الهجوم الإرهابي الإسرائيلي العنيف على أسطول الحرية الذي كان محملاً بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وقتل جراءه تسعة أتراك ، عادت القضية الفلسطينية تتصدر واجهة الاهتمامات الدولية بعد أن كانت الاهتمامات تتجه نحو قراءة تداعيات الخلافات الفلسطينية الداخلية وما أفرزتها من حالة للانقسام طالت كثير من مناحي الحياة وأثرت بصورة مباشرة على الصورة الفلسطينية في الإعلام العربي والدولي ..
اليوم الصورة مختلفة .. هناك شعب تحت الحصار ، وإرهاب إسرائيلي ضد كل من يقترب من سواحل تلك المدن المحاصرة وبل أن هناك أوامر عليا بممارسة القتل المباشر ولو من مسافة سنتيمترات .. إذن هناك حالة إعلان حرب إسرائيلية ضد كل من يفكر بالمساعدة الإنسانية وفك الحصار عن قطاع غزة ..
الصورة تم توضيحها أكثر وبلون الدم والإرهاب الصهيوني حين اعتبر نائب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق اللواء في الاحتياط عوزي ديان، أمس، أن وصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان الى قطاع غزة على متن بارجة حربية تركية "إعلان حرب". وأضاف أيضا : " وعلينا أن نضع خطا واضحا والقول مسبقا أن من يتجاوز (من البوارج) هذا الخط لن تتم السيطرة عليها عليه وإنما سيتم إغراقها"
وفي المقابل أفادت وثيقة رسمية للجيش التركي أن إسرائيل لن تشارك في مناورات جوية دولية ستجري خلال الأيام المقبلة في تركيا بناء على تعليمات من القيادة التركية وكان هذا ردا أوليا تركيا على الهجوم الإسرائيلي الإجرامي وقتل تسعة من الأتراك ممن كانوا ضمن أسطول الحرية . .
اذن لقد اختارت تركيا أن تلعب دور مختلف عن الدور الذي كانت تقوم به مسبقا حين أنها كانت راعية لمفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل .. هذا الدور المختلف جعل من اردوغان بطل قومي وقائد تاريخي عند غالبية الشعوب العربية والإسلامية .. كيف لا وهو الذي قال في مهرجان شعبي في مدينة كونيا وسط الأناضول يوم الجمعة الماضي : (أن "مصير القدس مرتبط بمصير اسطنبول.. وأن مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة"، متعهداً "بعدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم ) وفي نفس الوقت لقد اشتعلت التوترات بين أنقرة وتل أبيب خاصة بعد اتهامه مباشرة لإسرائيل بتعمد القتل العمد ... فقد قال : (إسرائيل ترتكب جميع الجرائم اللاإنسانية والأعمال الدنيئة التي تجلب العار، وتحاول تغطية جرائمها بإيجاد مبررات كاذبة عن استهدافها للإرهاب . )
أمام كل هذه التطورات يجب علينا كفلسطينيين أن نستثمرها بصورة تخرجنا من مشاكلنا الداخلية وتعيد قوة القضية الى عمقها الحقيقي والمطلوب وألا نبقى وحدنا في مواجهة الكيان الصهيوني عدو الأرض والحياة والإنسانية والذي يقتل ويحاصر ويدمر ويعتدي ويرفض أي تسويات لا مرحلية ولا نهائية ويواصل عمليات الاستيطان والتهويد على مدار الساعة .
علينا أن نلاحظ أيضا التزامن بين إعلان كل من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان ،و الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول قرار زيارتهما الى قطاع غزة من باب كسر الحصار على غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر والوقوف في وجه إسرائيل وكذلك التعرف عن قرب عن الاحتياجات الإنسانية والحياتية للشعب الفلسطيني وأيضا وهذه نقطة هامة وهي " الدفع بعربة المصالحة لتصل الى حيث مكانها السليم وإنهاء حالة الانقسام والتشتت الفلسطيني الفلسطيني وتوضيح أهمية وحتمية و ضرورة الإسراع بتحقيق المصالحة الفلسطينية " ..
اللافت أن زيارة عمر موسى لغزة ستتم بعد زيارته المرتقبة لتركيا اليوم وبعد أن قام الرئيس محمود عباس بزيارة شبيهة أدى خلالها واجب العزاء بشهداء الحرية و بحث معه الاتراك فيها ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، كماوصل الرئيس بشار الأسد الإثنين الماضي في زيارة مهمة لتركيا رشح عنها خبر قيام تركيا بمؤازرة سورية للقيام بدور من أجل إتمام المصالحة مما أكسب العملية زخماً إضافياً وأعطى مؤشرات إضافية لإمكانية نجاح هذه المصالحة التي ينتظرها الفلسطينيون بفارغ صبر
وفي غالب الأمر سيكون هناك تنسيق عربي تركي وبرعاية جامعة الدول العربية للخطوات التي قد يتم اتخاذها ويمكنني تسميتها بــِ : "خطوات مفترق الطرق " .. حيث لن يسمح بتقاطع أي من السكك وألا يكون هناك أي تشابك في قنوات الاتصال وأن يتم البدء الفوري في معالجة كافة القضايا والتي تتصل مباشرة بالحالة والوضع والقضية الفلسطينية وعلى رأسها رفع الحصار وإعادة الاعمار وإتمام عملية المصالحة وإنهاء الانقسام .
ولربما هذا ما يمكننا أن نفهمه مباشرة من خلال ما صرّح به المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية الأخ نبيل أبو ردينة حيث توقع أن تشهد الفترة القادمة جهداً عربياً وفلسطينياً باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي ، وأكد على ترحيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى المقررة الأسبوع المقبل إلى قطاع غزة.. وأكد على تأكيد الرئيس بأهمية التعاون مع الوفد الرسمي من حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في طريق إنهاء الانقسام وإعلان المصالحة بما يخدم القضية الفلسطينية ويحقق أمنيات الشعب الفلسطيني ..
فهل يمكن أن تكتمل عناصر المعادلة في قطاع غزة ويكون هناك إعلان لولادة جبهة عربية تركية في مواجهة العنجهية والإرهاب الصهيوني وأن يكون هناك بشرى بتعاون الكل الفلسطيني واستجابته للنداء العربي والتضحيات الجسام بأن يزف إلينا ميلاد المصالحة الفلسطينية .. نحن بالانتظار ..!!