ابو وعد مشرف
عدد المساهمات : 643 العمر : 38
| موضوع: فتح الانطلا قة 45 بقلم د ماز ن صافي خا ص منتدى عائلة المزين الجمعة ديسمبر 25, 2009 8:20 pm | |
| في انطلاقة فتح الـ45 .. بقلم د.مازن صافي
تاريخ النشر : الجمعة 25/12/2009م
أثناء الانتفاضة الأولى كان العمل الميداني عبارة عن مجموعة من الأعمال البطولية التي تغطي كافة مناطق الوطن .. كان الشاب يخرج ملثما أو غير ملثم يمارس كافة أعمال النضال الثوري من كتابة شعارات أو تعليق صور أو رفع أعلام فلسطين أو إغلاق الشوارع بالمتاريس في أيام العصيان أو الغضب أو الإضراب الشامل .. وفي النهار كان يشارك الجموع في حرب الشوارع حيث انتفاضة الحجارة .. لقد كان الشاب يمثل طاقة نضالية وثروة لا يُستهان بها .. لم يكن الاستقطاب في الانتفاضة الأولى بالصعب ولم يكن بالسهل .. فالاحتلال من جهة موجود على الأرض والعملاء موجودون أيضا .. وهنا يجب أن نلاحظ أن الاستقطاب لم يكن يدخل في مراحل الإقناع عبر الكابونة أو الهدايا أو التوسل أو ما إلى ذلك .. لقد كان الاستقطاب يعني دخول الشخص إلى ساحات العمل الثوري والميداني بعد عدة جلسات مباشرة حيث أنه يكون من الشباب الذين تم رصدهم وانتقائهم ليشاركوا المجموعات أعمالها .. لقد كان هناك انتقائية ولم يكن هناك عشوائية .. والعشوائية كانت تظهر فقط في المجموعات الارتجالية أو العفوية التي أرهقت العمل التنظيمي وفي كثير من الأحيان تناقضت وتضاربت معه ..
ما أريد أن أكتب عنه أن لفتح كان المجال الواسع لاستقطاب العدد الكبير من الشاب الفلسطيني المناضل والقادر على حمل الهم والقضية والبرنامج الميداني النضالي .. كانت هناك طاقات شبابية هائلة أرادت أن تنتصر لقدرها ولكل ما وعيت عليه من مجازر دموية مثل مجازر صبرا وشاتيلا وكذلك تتلمذها على بيانات الثورة وخطابات الزعيم الرمز ياسر عرفات قائد الثورة ' يرحمه الله ' .. كان مجرد أن تقول للعضو ' أنت الليلة مكلف بلصق صور لأبوعمار فهذا يعتبر تكريم تنظيمي له وبل يشعر بالفخر والزهر بين زملائه وهو يعلم أن هذه المهمة ليست بالسهلة في ظل وجود جيش الاحتلال وعملائه على الأرض وفي الحواري والميادين والمفترقات … لكن ما أن يطل نهار يوم الانطلاقة الفتحاوية حتى تجد صور القائد أبو عمار يرحمه الله قد ملأت شوارع الوطن .. كانت أجمل صوره وأحبها إلى قلبي هي تلك الصور التي يبدو فيها مبتسما وتلك التي يرفع فيها إشارة النصر .. نعم إشارة النصر التي تعني أن قوة الاندفاع الجبارة المستمدة من إرادة الفعل الكامن في النفس المناضلة هي قوة تخدم البقاء والحياة .. وهذه هي فلسفة العمل الثوري لفتح .. قوة وإرادة ... وإيمان بأن تحقيق الهدف يعني الانتصار لتلك القوة ولتلك الإرادة .. لقد كنا ننتظر الفاتح من يناير من كل عام لكي نحقق الانتصار ونقول للاحتلال فتح مرت من هنا .. فتح قائدة العمل الانتفاضي والثوري .. لقد كانت تلك الأعمال والفعاليات الميدانية في مهرجان التحضير للانطلاقة في شوارع الوطن عبارة عن ومضة الأمل للفجر القادم .. الفجر الذي لم يغب أبدا من قاموس العمل الفتحاوي .. هذا العمل الذي يتلخص في كسر القيود وقهر المحتل والمظاهرات الشعبية والالتزام الجماهيري ببرنامج فتح في قيادة الانتفاضة .. هذه الجماهير التي عهدناها صلبة، متينة، خشنة، قوية صامدة في وجه الظلم والغطرسة الصهيونية .. لقد اختارت حركة فتح رمزية الثورة الفلسطينية لكي تعيدها إلى الواقع الثوري بعد النكسات العربية والتقاعس نحو نصرة شعب وقضية فلسطين فكانت الكوفية العربية الأصيلة رمزا للثورة، رمزا للتمرد، رمزا للأصالة، ودليلا على التواصل ، ومفخرة للعروبة، وأمنية كل طفل وفتى وشاب فلسطيني وعربي... وأبان الانتفاضة الأولى كانت الكوفية عبارة عن قمة التحدي للجندي الصهيوني .. وكثير من الشهداء ارتقوا إلى العلياء لأنهم تحدوا الاحتلال بارتدائها المتواصل .. نعم إن رمزية الكوفية لا حدود لها وأصبحت رمزا عالميا لمعنى الثورة والنضال والبحث عن مقومات المقاومة .. لقد كانت الكوفية رمزا مجيدا لثورات شعبنا الفلسطيني المتعاقبة وخاصة في ثورة عام 1936، وعادت لتصبح لصيقة بالثورة الفلسطينية المعاصرة من خلال كوفية رجل كل المراحل (الختيار) الرئيس الشهيد الرمز أبو عمار رحمه الله .فتح في عامها الـ45 هي فتح الثوابت الفلسطينية ، فتح القدس والأسرى وحق تقرير المصير واللاجئين .. فتح الرؤية الإبداعية والقيادة التاريخية والجماهير الوفية لدماء الشهداء .. فتح في عامها الـ45 لازالت القادرة على العطاء والتجديد فيها الطفل الصغير والشيخ الكهل العجوز فيها الإنسان البسيط وفيها المثقف والنخبة فيها الفقير والغني فيها كل ألوان فلسطين .. فتح في انطلاقتها الـ45 تثبت أن رؤيتها الواقعية والمتطور هي الأصدق تطبيقا والأقل خسائر والأقدر على بلوغ نهاية النفق نحو الجانب الآخر المضيء حيث الحرية والدولة الفلسطينية المستقلة ..
في عامنا الفتحاوي الـ45 نعلن براءتنا التامة وبغير رجعة من كل من استغلوا فتح لأهوائهم وأهدافهم وجيوبهم ومصالحهم الذاتية والافسادية لمسيرة الثورة والسياسة والطليعة الفتحاوية في الداخل والخارج الفلسطيني .. فتح في عامها الـ45 تعيدنا إلى كل الذكريات .. إلى كل بقاع الوطن المحتل .. ونؤكد أن مسيرة السلطة لا تعني مسيرة فتح .. ففتح حركة فلسطينية منظمة أي باختصار فتح تنظيم فلسطيني يعمل لأجل تحرير فلسطيني بكل الوسائل المشروعة والمتاحة ويؤمن بأن السلام هو خيار الشعوب المؤمنة بحق الإنسان في الوجود والحياة فوق أرضه .. فغصن الزيتون لا زال باق ، كما أن بارود الثوار لازال باق.. وتؤمن فتح بأن الأرض للسواعد الثورية التي تحررها .. فتح هي عنوان لا يمكن شطبه ومسيرة لا يمكن القفز عنها وعمل سياسي لا يمكن أن يقف عثرة أمام كل ما هو في صالح الشعب وجمهور الناس وقضاياهم واهتماماتهم ..
وفي انطلاقة فتح الـ45 ستبقى صور أبو عمار في شوارع الوطن معلنة الانتصار لروح الختيار ولقضية شعبنا العادلة .. وسوف تبقى الكوفية تزين أكتاف وصدور كل أبناء فلسطين وأبناء الفتح .. وستبقى فتح حية لأنها خلقت لتكمل الحلم والبناء الدولة .. فتح برغم كل شيء هي فتح .. وكل عام وانتم بخير .
د.مازن صافي
| |
|
كريزي عضو
عدد المساهمات : 47
| موضوع: رد: فتح الانطلا قة 45 بقلم د ماز ن صافي خا ص منتدى عائلة المزين السبت مارس 27, 2010 11:24 pm | |
| كل الشكر و الاحترام لك على التميز بانتقاء مواضيعك الكبيرة | |
|