سؤال تسمعه في مكان ، في البيت والسيارة ومكان العمل .. سؤال مشروع لا يمكن القفز عنه و لا يملك أحد الجواب النهائي .. و لربما كان هناك حراك من نوع مختلف ، حراك ايجابي تجاه تعزيز التفاؤل بأن يكون الجواب : نعم هناك مصالحة تلوح في الأفق .. يبقى السؤال الأهم .. هل تتم المصالحة قريبا (Are reconciliation soon) ،و لقد حملت زيارة د. نبيل شعت أخبار سارة عن كسر الحاجز النفسي في اللقاء الفتحاوي الحماسي في قطاع غزة .. وتلي ذلك لقاء الفصائل الـ13 بدعوة من الرفاق في الجبهة الشعبية ولا ننس أن هناك حركة نشطة من المستقلين وعلى رأسهم الأخ المناضل د. ياسر الوادية .. ان المتغيرات الإقليمية وكذلك الواقع الفلسطيني في الأجندة الفلسطينية يحتم علينا كفلسطينيين أن نكون الورقة الرابحة دائما .. بمعنى يجب أن تكون مطالبنا أم الأخوة العرب في القمة المقبلة مطالب موحدة ومشتركة .. لهذا فإن زيارة د. نبيل شعت ولقاء الفصائل الـ13 في قطاع غزة تعتبر وسيلة ايجابية نحو تذليل العقبات وإزالة الجليد المتراكم بين كثير من الأطراف الفلسطينية وعلى رأسهم حركتي فتح وحماس .. ولن نقول أن المصالحة يمكن أن تتم عبر ضغط عربي أو إقليمي ، بل المطلوب ان يتم تفعيل الدور الذاتي الفلسطيني والتغلب على العقبات التي تحول دون إتمام المصالحة .. ان المصلحة الوطنية والرغبة الجماهيرية والشعبية تتجه نحو حتمية الانتهاء من ملف الانقسام ومعالجته بما يكفل عدم العودة إلى حالة التشرذم السياسي التي أثقلت كاهل المواطن وشتت أفكاره وأوجدت فجوات اجتماعية ملحوظة .. وهذا ناهيك عن الحصار وإغلاق المعابر ومشاكل الكهرباء وكثير من البرامج التي تعطلت منذ أكثر من عامين .. ما يعيشه المواطن الفلسطيني في ظل الانقسام البغيض هي حالة استثنائية وقاهرة ألحقت الضرر بالمشروع السياسي الفلسطيني ككل .. نعم نحتاج إلى التمهيد الاجتماعي والنفسي والتهيئة الشعبية وتوفير الأجواء الملائمة نحو استقبال وتحقيق المصالحة ، وهذه التهيئة لن تكون مستحيلة التحقق أو أصعب من أن تتم .. ان مجرد الخروج للجمهور بلقاء عبر فضائيتي فلسطين والأقصى في توقيت واحد يُعلن فيه انتهاء الانقسام السياسي ،وأن يتم البدء الفوري في خطوات المصالحة الفلسطينية يكفل أن يحقق القبول الشعبي ويعالج الكثير من الرواسب النفسية التي كان الانقسام هو سببها المباشر .. ويبقى السؤال قائما : هل تتم المصالحة ، ومتى ، وأين ، وكيف ..؟!إن الحديث والبحث عن الجواب سوف يتصاعد في الأيام القادمة كما هو الحديث هذه الأيام يتصاعد باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية في الشهر القادم ..