الانتعاش الضفاوي والانتكاس الغزي..!! بقلم :رشاد فياض

أوعز الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد الأحداث الدموية المؤسفة بقطاع غزة إلى الدكتور سلام فياض لتشكيل حكومة فلسطينية تسير أعمال البلاد حتى الوصول لحل للانقسام الداخلي بين شقي الوطن وسيطرت حماس على قطاع غزة في عام 2007 م .
والمعروف عن فياض بأنه رجل اقتصادي وعلاقاته الدولية غير محدودة حيث انتقل بالضفة الغربية إلى عالم الانفتاح الاقتصادي على بلدان العالم وشجع فيها التجارة وعمليات الإنتاج الزراعي والنسيج وغيرها من الصناعات مما جعل بها انتعاش للحركة وتصدير البضائع الفلسطينية واستيراد غيرها بكل حرية دون أي قيود وأجبر الدول العربية والغربية بفتح السوق أمام الشعب الفلسطيني دون أي تشريعات تعقد من الأمر .
أما قطاع غزة والتي تعتبر جزء من الدولة الفلسطينية أصبحت من الماضي وبالنسيان حيث يعمها الدمار والمرض والعجز في صناعة لقمة العيش وانتقلت من جزء فلسطيني إلى كيان غير معترف به إلا في تقاضي رواتب أبناء السلطة الفلسطينية صاحبت الشرعية الوحيدة في ظل تدمير الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية دون أي اهتمام لامسبق ولا أعتقد لاحقاً .
كما أن قطاع غزة أصبحت حقل تجارب للجيش الصهيوني يضرب كما يشاء يدخلوها كيفما أرادوا ويغادرها متى ما خطر على بالهم دون احم ولا دستور ، كأن شعبها ليسو من حملة الهوية والجنسية الفلسطينية والسبب من وراء ذلك الوباء المتفشي ، بغيض الحزبية وثقافة العميان بهذه البلاد وما يسمونه المبدأ وبرنامجهم الانتخابي وأهدافهم أصبحت منهجاً يسار على طريقه وكأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يشكل حزب ويسميه بأحد هذه الأسماء ، لكن الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بالعقل وحب منهج الله وهوا القرآن والدين الإسلامي الذي حثنا على التواد والتراحم والابتعاد عن إيقاظ الفتن .
لا أريد أن أخرج من دائرة العنوان وهوا الانتعاش الضفاوي وتحويل كل المشاريع الاقتصادية على الضفة الغربية فقبل أيام شهدنا افتتاح السوق المحلي بمدينة نابلس وبعض المصانع والأسواق بالضفة الغربية وهوا مالم تشهده فلسطين سابقاً بأي مدينة من مدنها وهوا فخراً لنا على الخطوات التطورية في بناء دولة فلسطينية اقتصادية على الرغم باقتناعي بأن هذا التحول لن يؤثر إلى سلباً على معنويات أهالي قطاع غزة إذ يعيش أكثر من 60 % تحت خط الفقر والبطالة دون النظر إلى حالهم والرأفة بهم وهذا هوا الظلم وليس انقلاب حركة حماس حجة فلا أعتقد بأن سلطة فلسطينية عمرها يناهز الخمسة عشر عاماً عاجزة عن إيصال دعمها لقطاع غزة دون أن تقع هذه الأموال بيدها أو المشاريع .
الضفة الغربية لم تشهد حراك اقتصادي فقط بل أيضاَ على المستوى السياسي والتنظيمي لحركة فتح على وجه الخصوص فأصبحت حالة فتح بقطاع غزة يرثى لها بسبب انقطاع موازنتها الخاصة وإقفال مكاتبها بقرار حمساوي وتجميد نشاطاتها أو الكثير من هذه النشاطات الرئيسية والاقتصار على النشاطات الاجتماعية فقط ، كما أصبح قيادات السلطة الفلسطينية برام الله من الضفة الغربية وأصحاب المقامات العليا وهذا ليس كرهاً أو إبغاضاً مني لكن لم تعطى غزة حقها كما يجب لا بقليل ولا بكثير وإلى متى تبقى الحال هكذا ؟ والله المستعان .
سيدي الرئيس محمود عباس وسيادة رئيس الحكومة سلام فياض من يشعر بآلام شعبه يجب أن يقدم تضحياته فحماس وفتح وشعبية وديمقراطية وحزب شعب وجهاد إسلامي جزء من هذه الدولة وشعبها فشعار الوحدة إن لم يتمسك به الأوفياء أمثالكم يعود أدراجه بأي لحظة فأنت سيدي الرئيس ولي أمرنا ومن لا يحضن ابنه وحفيده بحضنه وحتى لو كان على خطأ فالتغيير لا يأتي بأيام ولا ثواني فهوا محتاج سنوات فلا تجعل انتعاش الضفة الغربية فقط يسبب انتكاس قطاع غزة .
سيأتي يوم يتذكر التاريخ أعمالكم كما تذكر رئيسنا الراحل ياسر عرفات فلتنعشوا أهل غزة لإنقاذهم من الانتكاس والضياع ، فالخير إن كان سيهل فيجب أن يكون على الجميع وليس حسب التقسيمات الغير عقلانية