ابو وعد مشرف
عدد المساهمات : 643 العمر : 38
| موضوع: جدوى الإعلام..!!بقلم:شيراز عاشور الخميس يناير 21, 2010 10:34 pm | |
| قام الصحفي السويدي دونالد بوستروم بعمل مهني يستحق عليه الثناء والشكر في زمن قلت فيه الموضوعية والمهنية لأن " سيف الإشهار السياسي " مسلط على رقاب من يخرجون عن طاعة شركات المال السياسي . فالعصابة التي كشف بوستروم نشاطها في تجارة أعضاء الشهداء الفلسطينيين تمتد أذرعها من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الى أسواق تبييض الأموال في نيويورك ، ويشارك فيها بالطبع ضباط إسرائيليون وأطباء وممولون وحاخامات ، والضحايا فلسطينيون يناضلون من أجل حقهم في الحياة بحرية على أرضهم . والاحتجاج الإسرائيلي الرسمي على ما قام به بوستروم طبيعي جدا من دولة هي في حد ذاتها " عصابة " لاتقبل اعتراض أحد على أفعالها ، وتصر على ممارسة كل بشاعة الاحتلال " بأمر من يهوه إلهها " ، فحين عبر الكونت برنادوت عن موقف موضوعي في العام 1947 تولت احدي المنظمات الصهيونية قتله ، وكان القاتل اسحق شامير الذي سيصبح لاحقا رئيسا للحكومة الإسرائيلية ، وبرنادوت سويدي أيضا. كما أن رفض الدولة السويدية محاسبة الصحفي بوستروم ، بناء على طلب من حكومة إسرائيل ، طبيعي وهو من طبيعة تكوين الدولة السويدية الديمقراطية التي تقر حق حرية التعبير . وبين مهنية الصحفي السويدي وعنجهية الحكومة الإسرائيلية تقف قضية فلسطين شاهدا على ما تبقى من عصور الاستعمار الاستيطاني الذي اجتاح العالم في القرن التاسع عشر ، والذي قرر العالم بعد الحرب العالمية الثانية " تصفيته " ، وبقيت إسرائيل استثناء مدعوما من سلطات الغرب العظمى . لكن الأحرار ، المؤمنين بحق الشعوب في الحرية والاستقلال ، رفضوا مواقف دولهم السلبي من القضية الفلسطينية ، وعملوا ، كل على طريقته وحسب إمكانياته ، على دعم نضال الشعب الفلسطيني ، منهم من حمل السلاح الى جانب المقاتلين الفلسطينيين ، وهم كثر جاءوا من كل أرجاء الكون : يابانيون وإيرانيون وأمريكيون وأوروبيون ، ومنهم صحافيون وكتاب ملأوا الصحف بالتحقيقات ، وكتبوا الكتب عن فلسطين والفلسطينيين . كل ذلك ساعد في أن يكون الموضوع الفلسطيني موضوعا كونيا ، وكان مثول الزعيم الفلسطيني الراحل ، ياسر عرفات ، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1974 التعبير العملي عن كونية القضية الفلسطينية . حل القضية الفلسطينية بما يحقق طموح الشعب الفلسطيني ، ليس غدا ، طالما أن الاحتلال الإسرائيلي قائم على أرض فلسطين بروحه وثقافته الاستعمارية ، وطالما أن دول الغرب العظمى ترى في إسرائيل بسلوكها الاستعماري تخدم مصالحه . ولأن الأمر كذلك ، فعمل الإعلاميين من أمثال بوستروم ، خاصة في دول الغرب المسيطرة على العالم ، يساهم في الإضاءة على الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال . ففي الوضع الفلسطيني تصبح المهنية الإعلامية عملا سياسيا بكل جدارة . | |
|