اختتمت مساء اليوم، أعمال اليوم الأول من مؤتمر نقابة الصحفيين الفلسطينيين المنعقد برام الله، على أن تستأنف أعمال المؤتمر عند الساعة العشرة من صباح غدٍ حيث يتوقع أن تعقد الانتخابات ويجري إختيار مجلس النقابة الجديد.
وانتخب المؤتمر رياض الحسين رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' رئيسا للمؤتمر، وعبد صيام نائبا لرئيس المؤتمر، بعد أن جرى إقرار التقريرين الإداري والمالي للنقابة من قبل الحضور الذي تجاوز عددهم 400 صحفي حضروا من مختلف أرجاء الضفة الغربية، وجرى اختيار لجنة النظام والتعديل التابعة للمؤتمر وتلاوة أسماء الصحفيين أعضائها على الحضور.
وتقدم رياض الحسن باسم الصحفيين الفلسطينيين بالشكر إلى مجلس النقابة السابق في افتتاح جلسات المؤتمر، ودعا الصحفيين إلى العمل من أجل نقابتهم ومناقشة القضايا العميقة والهامة الملحة على مستوى النقابة وعلى مستوى الجسم الصحفي.
وتمنى رئيس مجلس نقابة الصحفيين السابق نعيم الطوباسي، في كلمة له بمناسبة إنهاء أعمال المجلس أن يواصل الصحفيون عملهم النبيل من أجل نقل القضية الفلسطينية إلى العالم، وأن يعملوا من أجل رفعة مهنتهم، وأن يتجاوزوا الأخطاء السابقة التي ارتكبت خلال عمل النقابة على مدار السنوات الماضية.
وجرى انتخاب الصحفيين ماهر شلبي ويحيى بركات مقررين للمؤتمر، قبل أن يبدأ الصحفيين بمداخلات طويلة حول عضوية النقابة وإنشاء مجلس إداري للنقابة يتكون من 63 عضوا، يكون مجلسا وسيطا بين الجسم الصحفي وبين مجلس نقابة الصحفيين يتولى تفعيل النقابة.
من جانبهما أكد الصحفيان ماهر شلبي وعبد الكريم أبو عرقوب، في مداخلة لهما، على أن منظمة التحرير هي مرجعية المؤتمر وهي التي دعت إلى تفعيل المنظمات والاتحادات الشعبية، وأن هذا المؤتمر يأتي في سياق تفعيل نقابة الصحفيين.
ودعا الصحفي محمد اللحام المرشح للانتخابات مجلس النقابة، إلى إنشاء مجلس نقابي وسيط بين الهيئة العامة ويسمى 'الهيئة الإدارية' يجتمع بشكل دوري من أجل ترتيب القضايا الملحة في النقابة ويتكون من 63 عضوا، يقوم بالتنسيق بين الجسم الصحفي، أعضاء مجلس النقابة.
كما أقترح اللحام تعديل أسم النقابة إلى نقابة الإعلاميين لتضم كافة العاملين في الوسائل الإعلامية وليس الصحفيين فقط، واقترح تشكيل 'كوتة' نسوية لا تقل نسبتها عن 20% لضمان مشاركة المرأة في مجلس النقابة والهيئة الإدارية.
في ذات السياق، اقترح الصحفي حسام عز الدين إنشاء مجلس للنقابة لمدة سنة واحدة يتولى ترتيب وتحديد عضوية النقابة ويقوم بإجراء انتخابات لنقابة الصحفيين خلال العام المقبل.
كما أكد الصحفي موسى الشاعر أيضا على أهمية إنشاء مجلس وسيط لنقابة الصحفيين، ليكون حلقة وسطية بين جسم النقابة والمجلس الجديد الذي سيجري انتخابه في الساعات المقبلة.
وقال الصحفي خالد أبو عكر إن الصحفيين حضروا اليوم من أجل المساهمة في إعادة بناء النقابة، وإعادة الاعتبار للصحفي الفلسطيني، وهذا يتطلب صياغة نظام جديد للنقابة يسهم في إعادة الاعتبار للصحفي الفلسطيني، والهيئة الوسيطة يجب بحثها في النظام الجديد.
من جانبه شدد الصحفي نهاد أبو غوش، على أن لمجلس نقابة الصحفيين الجديد عشرات المهام التي يجب فعلها من أجل تطوير النقابة، وهذا لا يمكن أن ينجز في جلسة واحدة، داعيا إلى انتخاب هيئة إدارية ومجلس نقابي جديد يقوم بهذه المهام.
من جانبه، رأى الصحفي أحمد زكي، أنه يتوجب انتخاب مجلس نقابة الصحفيين ليقوم بدوره بإقرار نظام جديد يتعلم باختيار مجلس إداري وسيط لنقابة الصحفيين في وقت لاحق.
وقدم الصحفي عمر نزال العديد من الاقتراحات من أجل تطوير مجلس النقابة والنهوض به، وطالب منه رئيس المجلس تسليمها مكتوبة إلى رئاسة المؤتمر حتى يتسنى دراستها والنظر فيها.
وشدد الصحفيين محمد إبراهيم ونصير الريماوي، على ضرورة التأكيد على منظمة التحرير بصفتها المرجعية الأساسية لنقابة الصحفيين ولكافة النقابات والاتحادات الشعبية.
كتل صحفية ترفض الانتخابات
من جهة أخرى رفضت الكتل والشخصيات الإعلامية في غزة إجراء الانتخابات في الضفة وحدها أو غزة وحدها، مطالبة بإجرائها متزامنة في جناحي الوطن.
كما رفضت الكتل والشخصيات الاعلامية في مؤتمر صحفي عقد في غزة الإجراءات التي وصفتها بــ"السرية وغير القانونية التي اتبعها مجلس إدارة النقابة لإجراء الانتخابات بالطريقة التي تجري فيها في مدينة رام الله اليوم".
وثمنت الكتل مواقف بعض أعضاء مجلس الإدارة في غزة، وعدد من زملائهم في الضفة الذين رفضوا إجراء الانتخابات, داعين الجميع إلى الإطلاع على تصريحات عضو المجلس زكريا التلمس أمس التي أكد فيها "أنه لا يوجد قرار أو محضر جلسة للمجلس يثبت أن المجلس اتخذ قرار إجراء الانتخابات ، وعليه فمن اتخذ قرار الانتخابات غير القانوني".
وجددت الكتل موافقتها على مبادرة شبكة المنظمات الأهلية أو أي مبادرة أخرى من أي طرف كان تكفل الخروج من الأزمة.
وقالت الكتل انها لن تعترف بنتائج هذه الانتخابات وما سيتمخض عنها، معتبرة العملية برمتها "غير قانونية", مطالبة اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين بعدم الاعتراف بالعملية الجارية .
وثمنت موقف الفصائل الفلسطينية من حماس و الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وحزب الشعب الذين أعلنوا مقاطعة الانتخابات ، معلنين مقاطعتهم الكاملة لهذه العملية الانتخابية.
الوادية يدعو لنقابة تخدم المصالحة
من جهته أكد الدكتور ياسر الوادية ممثل الشخصيات الفلسطينية المستقلة ان عدة لقاءات واتصالات اجريت بخصوص إجراء انتخابات نقابة الصحفيين في الضفة الغربية وقطاع غزة مع بعض المؤسسات والأطر الإعلامية والصحفية .
واوضح الوادية في بيان له" انه تم التأكيد على أهمية الحفاظ على الجسم الصحفي الفلسطيني من أجل ضمان استمرارية عمله بشكل مهني ونوعي خاصة وان رجال القلم والصورة يملكون أدوات مؤثرة تستطيع خدمة المشروع الفلسطيني على الصعيد الداخلي بالإضافة الى كشف جرائم الاحتلال.
وذكر الوادية أن نقابة الصحفيين تعتبر جسما هاما من مكونات العمل النقابي في المجتمع الفلسطيني كون شريحة الصحافيين تلعب دورا أساسي ومحوري في مشوار حركة التحرر الفلسطينية طوال مراحل الصراع في المنطقة .
وبين الوادية أنه طالب خلال اجتماعات منفصلة مع أعضاء من مجلس النقابة وبعض قيادات الأطر الإعلامية بالحرص على المصلحة العامة والدفع باتجاه الحفاظ على سلامة الجسم الإعلامي الفلسطيني وتجاوز كل الإشكاليات التي من شأنها تكريس حالة الانقسام السياسي .
وأضاف :"هناك حاجة ماسة لإجراء انتخابات ديمقراطية لنقابة الصحافيين بشكل قانوني وفق نصوص القانون الأساسي للنقابة مع التأكيد على أهمية وجود أجواء نزيهة لانتخابات ديمقراطية شاملة لكافة محافظات الوطن .
وشدد الوادية على ضرورة فتح جميع المؤسسات الإعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي أغلقت بسبب الانقسام الداخلي، مطالبا كافة الكوادر الإعلامية وقف كافة حملات التحريض الإعلامي وتبني الأصوات الايجابية الداعية لتحقيق المصلحة الوطنية والمتمثلة في المصالحة والتوافق الداخلي .