الاعلامى غزة الأربعاء ديسمبر 23, 2009 9:29 am
--------------------------------------------------------------------------------
يمثل المجتمع _ يتألف الدماغ من أقسام لكل جزء منه وظيفة تخصصية لقسم خاص في ذلك الجسد فيما لو أتلفت بعض تلك الخلايا من ذلك الدماغ سوف يشل ذلك الجانب المتصل بذلك الجزء من الدماغ.
هي نفسها الصورة والهيئة للعمل التطوعي والمجتمع وذلك لأن أي إهمال يقع على جانب حيوي في العمل التطوعي سوف يعيق الجسد الاجتماعي عن القيام بدوره الطبيعي والمؤمل منه.
يعتبر العمل التطوعي من أهم الطرق والوسائل للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات وسط عالم غريب تسيطر عليه القوى العظمى.
لذلك نجد أن العمل التطوعي يكتسب يوماً بعد يوم أهمية بالغة ورعاية خاصة من قبل القائمين والمعنيين على تلك المجتمعات والتي تصبو إلى مجاراة التغير المتسارع في وقتنا الراهن.
والعمل التطوعي هو سمة من أهم السمات التي يتمتع بها المجتمع القائم على ركائز التطور والديموقراطية والرقي الحضاري.
وقد شهد العمل التطوعي عدة تغييرات وتطورات في مفهومه ووسائله ومرتكزاته ويرجع سببه للتغير المتسارع ذات الطفرة في عجلة الحياة والتي تفرض علينا نمطاً ولوناً من العمل النوعي الذي باستطاعته مجاراة معايير تلك العجلة التي لا ترحم من يقف بين تروسها, بل تلزم علينا المسير قدماً وسباق الزمن كي لا نزج في عالم من التخلف والنسيان.
ويعتمد العمل التطوعي على عدة عوامل لنجاحه وتفعليه في المجتمع, من أهم تلك العوامل, العامل البشري وذلك لأنه يمثل طاقة قوية وضرورية في المجتمع وبالتالي في تلك الأعمال ذات الصلة . بالإضافة إلى ذلك يشكل المورد البشري الورقة الرابحة لإنجاح أي عملية اجتماعية.
ومتى ما تحدثنا عن المورد البشري, سوف يتبادر إلى الذهن ذلك الجانب القوي منه والذي يشكل عصب تلك الطاقة, ألا وهم الشباب, هذا ليس معناه تهميش دور الكبار والصغار بل الكل في الحكم والمسؤولية سواء(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) , " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فالكل واقع تحت منظار تلك الأمانة والمسؤولية والكل مطالب في المشاركة في العمل التطوعي الاجتماعي, وكل فرد له دور في المساهمة بالدفع بعجلة التطور والرقي والازدهار نحو الأحسن.
الشباب هم طاقات المجتمع وروحه, فيما لو شلت تلك الطاقات سوف يؤدي إلى شل تلك المجتمعات وتقهقرها نحو أودية سحيقة ومن ثم تحولها إلى صحراء جدباء. للأسف الشديد عندما نستعرض واقع العمل التطوعي ونقارنه بالطموح والرغبات التي تنشدها تلك المجتمعات والتي قد دونتها على صفحات الكتب حتى باتت تلك الصفحات مجرد وريقات تكاد تترك في أورقت المتاحف, نجد العلاقة عكسية وفي حالة تراجع خطير وفي افضل أحوالها مطردة بشكل بطيء جدا وكأنه مسير سلحفاة قد أخذ الزمان حيفه منه