بلغ عددهم 300ألف عاطل عن العمل : من المسؤول وأين حقوقهم وأى باب يطرقون؟؟هل من مجيب لصرخاتهم؟؟

غزة-النهار الاخبارية
اَلاف العمال في غزة لا عمل لهم بسبب الحصار تارة وأخرى بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية مما أدى إلى تفاقم معاناتهم والتي يعيشون في ظلالها السوداء منذ سنوات طويلة من الاحتلال وكالعادة مخرج المسلسل استهدفهم في لقمة عيشهم وحرم العديد منهم من فرصة العمل بحجج وهمية لا مبرر لها.
حيث تشهد أوضاع العمال في غزة ركود ملحوظ يتزامن مع فرض الحصار و تشير الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الحقوقية ان عدد العاطلين عن العمل يقدر بنحو300الف شخص .

فى سياق التقرير التالي يعكس مراسل النهار الاخبارية نزار المزين معاناتهم التى لطالما ناشدوا بوجود الحل لها لكن دون جدوى عل فى نقل مناشداتهم وأصواتهم المكلومة من وجود صدى ليروى تعطشهم للقمة عيش هنية لطالما انتظروها أمام أبواب المسئولين لينظروا لهم بعين الشفقة والرحمة لحل مأساتهم المزمنة .

تنفجر تعابير العامل مدحت الخالدي والذي هو رب لأسره مكونة من 16 شخص ليقول: كنت اعمل في ما تسمى باسرائيل ولدى القدرة على توفير احتياجات عائلتي ولم انظر في يوم لمساعدة أي إنسان .

ويضيف:الان أنا و عائلتي نلهث هنا وهناك من أجل الحصول على كابونه لسد نقص بعض الأشياء من الاحتياجات المفقودة .

ويستصرخ الخالدى:أين أصحاب القرار فنحن الطبقة التي شاركت في مسيرة الصمود و العطاء والتضحية قدمنا الشهداء والجرحى والأسرى والان يقف الجميع بصمت ويتجاهلوا همومنا أليس لنا حق عليهم ؟أين الحق بأن نعيش في كرامة ؟؟أين حقي في الحصول على فرصة عمل ؟؟


(اشعر بالحسرة و أتذكر أعوام قد مضت )بهذه العبارات بدأ العامل موسى الشيخ عيد43 عام من رفح حديثه ليضيف:عملت في إسرائيل بقطاع البناء ما مكنني من بناء منزل يؤويني أنا وعائلتي ومساعدة أشقائي لأستكمل نصف الدين الأخر ويبدأ كل منهم حياته.

ويقول : منذ 5 سنوات بلا عمل أعيل 8 أفراد ومردود الدخل مساعدات قد أتمكن من الحصول علية من فترة إلى اخرى وقد لا أتمكن .

ويتابع المواطن عيد: الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة بفعل الحصار والانقسام الداخلي والمقاطعة الإقليمية والدولية شاركت في زيادة معاناة الضحية وتشديد الخناق علية و لا يبدي أي احد اى اهتمام تجاهنا و مشاعر الجميع أمام ظروفنا وأحوالنا معدومة

ويتساءل :لماذا عندما تتوقف رواتب الموظفين تقوم الدنيا ولا تقعد الكل يعاني لهم ويتعاطف معهم أما نحن معاناتنا تزداد وتتواصل وينظر إليها الجميع دون ان يشعر بنا ويتعاطف معنا أين حقنا في ذلك ؟؟؟


وبعيدا عن تساؤلات العامل عيد يقف تيسير العلوني50عاما من خان يونس ليقول بصوت حزين : الشريحة العاملة هي الأكثر تضررا وتعيش قهرا في مجتمعنا فنحن لدينا أطفال .

ويتساءل العلونى :ما هو ذنب أطفالنا فنحن غير قادرين على تلبية ما يحتاجون له من طعام وملابس ؟؟ليس لأننا فاشلين ولكن لأننا لا نجد عملا لا نريد كابونات و لا نريد مساعدات ولا مكرمة من هذا وذاك نريد ان نعمل ونطالب بتوفير فرص عمل شريفة.

ويضيف العلونى: كنت قبل الحصار امتلك تصريح للعمل في إسرائيل رغم الذل والاهانات التي تواجهنا بشكل يومي أثناء رحلة البحث عن العمل إلا ان تلك الأيام بقسوتها أفضل مما نحن علية الآن .

هذه كانت صرخاتهم المطوية برداء الصمت والتي لطالما أطلقوها لكنها عادت إلى مكانها لكن ما هي تبريرات المسئولين؟؟؟؟؟


مراسلنا توجه الى مكتب العمل بغزة حيث أوضح ان سياسة الحصار أدت إلى زيادة نسبة البطالة وأعداد العاطلين عن العمل وهذا ما اكده كذلك مكتب العمل بخان يونس حيث قال :ان وزارة العمل تعمل وبجهد كبير ومتواصل للحد من البطالة وكذلك على تيسير الأمور حسب الإمكانيات المتوفرة.

وبدوره أشار مكتب العمل برفح إلى ان المساعدات المقدمة للعمال ما هي إلا مجرد مساعدات إنقاذ وضع لتلك الطبقة مؤكدا ان المساعدات تستهدف العمال المدرجة أسمائهم في قاعدة بيانات وزارة العمل كافة بعيدا كل البعد عن الانتماء السياسي .

من جهتهم تحدث المتخصصون عن النتائج السلبية والتي جاءت بفعل الحصار الشامل والتى اثرت على جميع مناحي الحياة بقطاع غزة وذلك لأن الوضع الاقتصادي فيها يعتمد على الواردات من اسرائيل بنسبة 90 في المائة والتي يحظر دخولها حاليا بسبب الإغلاق .

واعتبر المتخصصون ان هذا الأمر ساهم في تفاقم حدة البطالة والتي تقدر بنسبة لا تقل 40 في المائة من حجم القوى العاملة في القطاع مما أدى ذلك إلى زيادة نسبة الفقر إلى 83 في المائة وذلك لأن الاف العمال كانوا في صفوف الطبقة العاملة و أصبحوا الآن في صفوف العاطلين عن العمل .

وعن المساعدات الدولية تحدث الحقوقي نضال المزين أن هذه المساعدات التي تقدم حاليا بعد انقطاعها لا تعوض الخسائر الناجمة عن الحصار متهما الاحتلال بانه يتبنى كل ما هو كفيل لتركيع وتجويع الشعب الفلسطيني وذلك من خلال الإغلاق والعقاب الجماعي .

وأشار المزين ان المسئول المباشر عن معاناة الطبقة العاملة هو الاحتلال الإسرائيلي والذي يستغل كل الفرص سعيا منه لابتزازهم مضيفا ان صمت المجتمع الدولي كان بمثابة شاهد العيان على الجريمة وتشجيع واضح للجلاد على ارتكاب المزيد من الجرائم بحقهم.

وحمل المزين السلطة في رام الله وغزة المسؤولية عن استمرار تدهور الأوضاع بشكل عام لاستمرار التجاذبات السياسية ومسلسل الصراع على السلطة.

من جانبه يرى ش-س مطلع على شؤون نقابة عمال فلسطين بغزة ضرورة سن قانون للبطالة لتعويض العاطلين عن العمل من العمال أسوة بما عملت به بعض الدول العربية المجاورة.

وطالب السلطة وكافة المؤسسات التي تعمل تحت إطارها بالعمل على توفير موارد مالية وطارئة لمساعدة هؤلاء العمال منوها ان أزمة البطالة لا يمكن حلها بسهولة لأن الحديث يدور عن مئات ألاف من العاطلين عن العمل.

ولفت ش-س الانتباه إلى ان الاتحاد يعمل ولازال منذ عدة سنوات على مد يد العون للعمال حيث يقدم لهم خدمات متنوعة منها إعفاء ابناء العمال في المدارس الحكومية من الرسوم المدرسية والتأمين الصحي المجاني وتشغيل العديد منهم في برامج البطالة المؤقتة .

وختاما بدورنا نقول كرهنا وضع الأسئلة الروتينية التى تتساءل إلى متى الصمت على أوضاع تحقر من قيمة الإنسان الفلسطيني بحجة الحصار المغدق ؟؟
والسؤال هذه المرة إلى متى سنتساءل إلى متى الصمت والخنوع لتحكمات جيش الاحتلال الاسرائيلى بمصير الآلاف من العمال المنتهكة حقوقهم؟؟