نقابة الصحفيين .. بأي قانون تم الإجراء ؟.. علي البطة
لن أنعى الجبهة الشعبية ولن أهجوها لمزاحمة منتسبيها من الصحفيين الانتخابات إلى جانب مؤيدي إجراء الانتخابات ، ولن امتدح من قاطعها من الصحفيين الباحثين عن إعادة هيكلة بنيان النقابة وفق متغيرات الواقع والمنطق.
أسجل لفتح تحريرها النقابة من رجال الأمن ، وان كان بعض ممن فازوا في الانتخابات الأخيرة سيتحولوا إلى مخبرين أمنيين ، وهو تحول لا نرغبه ولا نريده من صحفيين ينتظر منهم شعبهم أن يكونوا في مقدم المدافعين عنه أمام عواصف المخابرات وقواصف الساسة .
ولن أثني على حركة حماس وحكومتها في غزة لعدم إطلاق يد قواها الأمنية لتعتقل من خاض الانتخابات عن غزة ، فهذه حريات أساسية ليست منة من أحد على أحد ، وان كنت هنا لا أجدها متوفرة لصحفيي حماس في الضفة .
لسنوات تملكت المرء رغبة جامحة لإجراء انتخابات نقابة الصحفيين وفق قواعد من الأخلاق تحكمها قوانين المنطق لا بناءً على نصوص قانون "أعرج أعوج" يمنح زيد ويمنع عبيد عضوية نقابة يستحقها الكثيرون من الجنود المجهولين وفق مزاجية تحكم عقليات علاها غبار التخلف.
ما هو "القانون" : انه توافق الناس على قواسم مشتركة لتمضي الحياة دون تغول قوي على ضعيف ودون احتواء الكبير الصغير ، فهل توافق على القانون الناس صغيرهم مع كبيرهم ضعفيهم مع قويهم ...
الانتخابات التي جرت وفق قانون توافق عليه في زمن الشتات لا يصلح أن يحكم العلاقة بين الصحفيين في زمن الوطن المحتل ، فتلك مرحلة تختلف عن المرحلة ، وتلك بلاد لا تشبه بلادنا ، فكيف سينطبق قانون "زمن ومكان" غير فلسطينيين مع المكان والزمن الفلسطينيين ؟.
يحتم علينا زمننا الفلسطيني الصعب ومكاننا الفلسطيني الأصعب أن نقف أمام معركة الانتخابات النقابية الأولى التي تجري بشكلها الذي رأينا ، كي لا يسجل على معشر الإعلاميين الفلسطينيين أنهم أول من شرع انتخابات منطقة دون أخرى لتسير بعدهم سنة تتبع في النقابات الأخرى .
التاريخ لن يغفر لنا والجغرافيا كذلك لن ترحمنا ان استمر الحال على ما هو عليه ، يجب أن نقف عند خطورة إجراء انتخابات نقابية على مستوى الوطن المحتل في منطقة دون أخرى ، بعيداً عن فلسفة القانون وتجييره .
يتحتم علينا أن نصل الليل بالنهار، والنهار بالليل، عملاً ثم عمل، وأن نشحذ الهمم، ونُعمل العقل، لبث الوعي ، وكشف الزيف والتزوير والفساد المتراكم الذي أقام بنيانه محرفي الكلم عن مواضعه...
أعود إلى المقدمة لأختم بكلام مشابه عن يسار يبدو له أن اليسار بلا حدود تضع له نهايات وبدايات ، يسار يترنح يميناً تارةً ويساراً تارة ووسطاً تارةً ؛ انبطاحاً مرة وتعثر مرات ، للأسف سبق من انتهى بالنتيجة قبل عقود حينما قال :" انه يسار انتهازي " هذا خلاصة القول " ابتعدوا عن القطيعة والمقاطعة" وليسود منطق الحوار بين زملاء الهم الواحد والوطن الواحد ، ولا تسجلوا أنكم دشنتم انتخابات شوهاء كي لا تكونوا قدوة سيئة .
* الكاتب : صحفي فلسطيني من قطاع غزة