فلسطين اليوم : غزة
شن صحافيو قطاع غزة مؤخراً عاصفةً من الانتقادات على قوى اليسار الفلسطيني، التي شاركت في مهزلة الانتخابات الأخيرة بنقابة الصحفيين، والتي عقدت رغم افتقادها للأسس المهنية والديمقراطية التي تتشدق بها هذه القوى في خطاباتها ومواقفها.
فقد قال مصطفى الصواف، رئيس تحرير صحيفة "فلسطين" السابق :" لم أكن مقتنعاً بأن هذه المشاركة لعضو مكتب سياسي في الجبهة الشعبية في وقفة تضامنية بالجندي المجهول تعبر عن موقف رافض لإجراء الانتخابات".
ولفت الصواف النظر إلى أن من حدد الانتخابات أكد أن أنها ستجري على قائمة منظمة التحرير، ومن أمر بذلك هي حركة "فتح"، فيما لم يستطع اليسار أن يقول "لا"، لأن كلمة "لا" ستكلفه الكثير، وأقل الكثير هذا هو قطع المخصصات المالية الشهرية، التي تصرفها حركة "فتح" عليهم، فكيف سيكون لها موقف مخالف لموقف "فتح"؟، ومن يملك المال يملك القرار، فالمال مال "فتح"، والقرار قرارها، ومن يمد يده لا يستطيع أن يفتح فمه؛ ليقول "لا"".
وأضاف الصواف في مقالة له:" أين الديمقراطية التي تغنيتم بها؟، وأين ذهب الانقسام الذي تباكيتم عليه؟، أليس قصر الانتخابات على الضفة دون غزة هو تعزيز للانقسام، وترسيخ له، وهل مفهوم الانقسام بات مختلفاً، وله مقاس حسب الحال، كالديمقراطية الأمريكية والغربية، أو أن قانونكم تحكمه المصلحة، لا القيم والمبادئ، أين هي المصداقية؟، والشعارات التي رفعتموها يا من دعوتم أنكم حراس الديمقراطية، وحراس الوحدة الوطنية؟!".
بدوره، قال الصحفي فتحي صبَّاح، مدير مركز غزة للاتصال والتنيمة في مؤتمر الأطر والمؤسسات الصحفية اليوم الثلاثاء :"إن موقف الجبهة الشعبية في قرار مشاركتها في الانتخابات النقابية كان خاذلاً ومغايراً لمواقفها الثابتة".
ودعا صبَّاح الجبهة الشعبية إلى التراجع عن موقفها المؤيد للانتخابات التي وصفها بغير الشرعية وبيان موقفها من الانتخابات النقابية.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي سمير زقوت: " إن موقف اليسار برمته والجبهة الشعبية منه على وجه الخصوص مثير للدهشة، والتخصيص هنا لا ينبع من مثال الشجرة المثمرة هي من تتعرض للرجم، ولكنه نابع من فرادة الانزلاق إلى موضع فاجأ جميع المراقبين"، كما قال.
وأضاف زقوت في مقال له بعنوان "نقابة الصحافيين بين صحفجية المزاد واليسار المتسلق" : "الجبهة تحاول أن تستغبي الناس لتخفي تبعيتها وانحيازها للمصالح الحزبية التي أقل ما توصف به أنها تافهة إذا ما قورنت بحساب مصلحة الوطن والانحياز لقيم الحق والحرية"، على حد تعبيره.
وتابع يقول: "انحياز الجبهة لمواقف تحقق مكاسب حزبية، وتعزز موقف أحد طرفي الصراع يعني إسهامها في تعزيز حالة الانقسام التي تغذيها موالاة طرف ضد آخر، وهو انحياز قد يحقق منفعة حزبية هنا أو هناك، ولكنه قطعاً يدمر مصلحة الجبهة بالمعنى الاستراتيجي والمستقبلي".