ابو وعد مشرف
عدد المساهمات : 643 العمر : 38
| موضوع: لا داعي للمصالحة !!اسم الكاتب : د.ناجى صادق شراب السبت يناير 30, 2010 3:20 pm | |
| لماذ يتصالح الفلسطينيون ؟ هذا هو السؤال الذى فاجأنى به مواطن فلسطينى عادى ، وقلت له ببساطة العبارة نصيحتى لمن هم فى الحكم والسلطة لا داعى للمصالحة ، فنحن فى أحسن حال ، مما كنا عليه لاحصار ، كل شئ متوفر وبأقل الأسعار ، وكل شئ فى متناول يد المواطن العادى ، فلماذ نعود للوراء ، أليس التراجع الى الوراء شكل من اشكال التخلف والتقهقر وألأستسلام ، ونحن فى ثقافتنا نرفض الأستسلام والهزيمة ، فحياتنا كلها أنتصارات ، ونظر هذا المواطن البسيط لما أقول ، أو كيف لى أن أتفوه بهذه النصيحة وهمس فى أذنى قد يأخذون بها . وذهبت فى أسترسالى الى أن المصالحة عمل ضد المصلحة الفلسطينية ، وكل من ينادى بالمصالحة ليس فلسطينيا . اليس ألأحتلال قد أنتهى ، أسرائيل غير موجوده فى غزه ، والحياة تسير بيسر ورغد ، وأعمار ولله الحمد قد أكتمل ، اليست لدينا بيوت من طين ، او أليس ذلك من تراثنا وتاريخنا الذى ينبغى أن نحافظ عليه. فمع ألأنقسام لدينا حكومتان وسلطتان وكل الناس لها حكومة واحده ، والمساعدات والمال بدلا من أن يتدفق على حكومة واحده يتدفق على حكومتين ، والشعب هو المستفيد ، ولماذا ننهى ألأنقسام وأصحاب النفوذ والجاه فى الداخل والخارج يمتلكون كل شئ ، ألأولاد يسافرون بسهولة ، ويتعلمون فى الخارج ، واليوم الكل يعيش فى بيوت مرفهة وبها المكيفات التى لم نراها من قبل ، رأيناها مع ألأنقسام . أما فى زمن المصالحة فلم نكن فى حاجة لها ، واليوم عندنا فى غزة كل أنواع الحمضيات من مصر ، وفى الضفة الغربية لديهم كل ألأنواع والمنتوجات الزراعية من أسرائيل . واليوم فى زمن ألأنقسام لدينا من كل وزارة وزارتان، ولكل وزارة موقعها الألكترونى ، وطالما أن ألرواتب تدفع على حساب هذا ألأنقسام لماذا التصالح ، ؟ الناس تتخوف لو تمت المصالحة هناك الكثيرون سيفقدون مناصبهم وأمتيازاتهم ، فالخير كله ياتى مع ألأنقسام ، فالمساعدات تتدفق من كل صوب وحدب ، والكوبونات تنهمر على الجميع حتى يسكتوا . ومن أهم ما حققناه مع ألأنقسام ان القضية لفلسطينية باتت على لسان كل شعوب ألأرض ، فالناس تأتى الينا من كل مكان متعاطفين مساندين ، وهذا أمر جميل ، وهذا لم نعهده فى زمن المصالحة ، وألأمر لم يتوقف عند هذا الحد فالوفود الرسمية تتدفق على أراضى السلطة الفلسطينية وما زال لدينا رئيس يستقبل مثل بقية رؤساء الدول الأخرى ، والوفود البرلمانية تسافر من الضفة ومن غزه ، والكل يسعى لتحقيق مكاسب سياسية . والدعوات الرسمية تصل السياسيين من كل تنظيم ، والطائرات الخاصة تجهز ، والزيارات لعدد من العواصم مستمره وكل هذا فى زمن ألأنقسام ، فلماذا المصالحة وألأستعجال عليها . وفى زمن ألأنقسام تتحقق أحلام الكثيرين فى العيش فى عواصم العالم المختلفه فى بيوت فخمه وفى رفاهية لم تكن موجوده فى زمن المصالحة ، وألأبناء يتعلمون فى الجامعات ألأجنبية والعربية ، وقد تعودوا على هذه الحياة الجديده ، فلماذا المصالحة والعودة من جديد لأرض الوطن الصغير الذى لم يعد يتسع لما يملكون .
وفى زمن ألأنقسام لماذا البحث عن حل للقضية الفلسطينية ، فكل شئ يمكن ان يؤجل الى زمن المصالحة ، وطالما اننا لسنا مستعدين لأى حل ، فالأفضل أستمرار ألأنقسام لأن المصالحة ستعيد ترتيب ألأوراق من جديد ، وقد يخسر الكثيرون ألأوراق التى فى أيديهم . والبديل لذلك ألأنقسام .
وللأنقسام وجه آخر غير فسطينى ، وجه عربى وأقليمى وحتى دولى وقبل كل ذلك أسرائيلى، فالقضية الفلسطينية ورقة سياسية رابحه فى يد الدول العربية وألأقليمية المتنافسة على القوة ولكن على حساب القضية الفلسطينية وهى ورقة سهله لا تكلف هذه الدول الكثير ، فبدلا من أن تتدخل هذه الدول فى صراعات وحروب مكلفه ، فاقصر الطرق هو التحكم فى هذه الورقة الفلسطينية ، والكل يلوح ويقول أنا من يملك مفاتيح هذه القضية ، وأنا من يملك الحل ، هكذا صارت القضية الفلسطينية . حتى المصالحة الفلسطينية هناك من يقول أنا من يستطيع ان يضع حدا لهذا ألأنقسام ولا يهم من يرعى المصالحة . فلا داعى للمصالحة طالما أن هذا لا تتفق مع مصالح هذه الدول . وألأمر لم يتوقف عند حدود الدول العربية وألأقليمية ، بل دخلت على خط المصالحة أسرائيل المستفيد ألأول وألأخير من أستمرار ألأنقسام الذى يحقق لها ما عجزت عنه آلتها العسكرية الضخمة فى حسم الصراع ، فأسهل طريق للتخلص من القضية الفلسطينية هو ألأستمرار فى ألأنقسام وكيف يتحقق لها ذلك ؟ ألأداه لذلك هم الفلسطينيون أنفسهم باللعب على كل ما يريده كل طرف ، أسرائيل تستثمر قضية الحكم والسلطة بما يحقق لها أهدافها الفلسطينية . وحتى على المستوى الدولى هناك أستثمار للأنقسام ، فإذا أراد الفلسطينيون الخروج من الحصار وألأعتراف بهم عليه أن يعترفوا بإسرائيل وبالشرعية الدولية وهكذا التعامل مع ألأنقسام ،لكل ذلك لا داعى للمصالحة ونعم للأنقسام .
دكتور ناجى صادق شراب /اكاديمى وكاتب عربى | |
|