العالم أجمع مقبل على عام جديد وهو عام 2010 من بعد عام حافل بالكوارث والصدمات إن هذا العام لقد صال وجال مختلف بقاع الأرض بجميع التوقيتات
جاءت علينا الأعياد لكافة الأديان ولكل طائفة وبقعة بالعالم لها طقوسها الإحتفاليه .... ولكن وللأسف الشديد العالم فقط يجتمع بطقوس واحدة عند حدوث عملية إرهابية أو انفجار أو غارة جوية وغيرها من الكلمات التي تدخل عالم الحرب والقتل والدمار والتشريد والموت المتعمد لبني البشر، كما أنه يجتمع بمؤازرة نفسه بالكوارث الطبيعية مع الكوارث البشرية ،علماء الفلك دائما يتحدثون على توقعاتهم الفلكية للعالم مع بداية كل عام جديد وذلك على حسب خارطتهم الفلكية وعلى حسب حساباتهم وأرقامهم الفلكية فتسمعهم يقولوا بأن هذا العام سيشهد تحسنا سياسيا من حيث العلاقات الدولية الاقتصاد بارتفاع بعد انهيار وفاة رئيس الدولة الفلانيه وتعيين الشخصية العلانية رئيسا ... وغيرها من التوقعات المفبركة المفولكة....
ولكن!! نحن سنرصد لكم الأحداث المؤلمة بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية الشرسة بعملية الرصاص المصبوب على قطاع غزة بلمحة بصر ومرور زمن وصفت بالومضة مر الوقت على القطاع وسيصبح للذكرى عام تدون في سجلات حدث في مثل هذا اليوم.....سمي بالسبت الأسود بتاريخ السابع والعشرين من شهر ديسمبر من عام ألفين وثمانية ولكن قبل البدء بذلك لابد من الإشارة إلى الأتي....
من بداية كل عام العالم يحصد الإنجازات الاقتصادية التكنولوجية البيئية الطبية بما فيها الإنجازات السياسية مع دقة تكتيكها لتحرك النظام أي كان انتمائه إلى الأمام وليس للخلف
أما قطاع غزة بذكرى مرور عام على الحرب مع نهاية العام التي شنت عليه فإن إنجازات القطاع ملامحها تميزت باللون الأسود حيث سيحصون عدد الشهداء ، الجرحى،الأرامل ،الأيتام،المعاقين كما سيحصون عدد الأسر التي تعتبر تحت خط الفقر والبيوت المدمرة والأحياء السكنية التي أبيدت عن بكرة أبيها وكأن تسونامي ولكن !!! بشري سحقها ودمر معالمها المعيشية، وغيرها من المآسي البيئية والاقتصادية وبما فيها السياسية وأهمها النفسية.
بالإضافة إلي حصد عدد الأيام التي تم فيها فتح المعابر مع القطاع وما هي كمية الوقود والغاز والمواد التموينية وغيرها من الأمور التي تعتبر معلم من معالم الحياة المعيشية وبالمرتبة الأولى الإنسانية التي دخلت على القطاع مع حصد عدد الشهداء المرضي التي توافيهم المنية على أسره المرض بالمستشفيات نتيجة منع سفرهم من القطاع بسبب الحصار.
عام ينقضي تلو العام فحصاد السياسية الفلسطينية المبهمة والمشوهة الملامح يوضع في أولى أوراقها هذا العام قطاع غزة المحاصر المدمر بالمانشيت العريض تحت سؤال كيف أصبحت غزة من بعد مرور عام على ذكرى دمارها؟
فإن عجلة الزمن سترجع بنا إلى الوراء ليوم سبت اسود على الفلسطينيين عموما والغزيين خصوصا شاهدنا فيها شهداء مقطعة شهداء ممدة مكومة مشوهة دمار وهلاك ،لم تسمع في هذا اليوم سوى صوت الإسعافات صوت صراخ وعويل ولمدة أثنين وعشرين يوما 'المشهد نفس المشهد'.
الرصاص المصبوب أوقعت نحو 1500 شهيد فلسطيني وآلاف الجرحى وهدم أحياء بأكملها
ولكن نشير إلي أن معظم المحللين السياسيين لم يتوقعوا بان تصل الأمور إلى الحرب لأنهم ظنوا بان إسرائيل ترى بأن قطاع غزة منطقة يصعب احتلالها من جديد بسبب الكثافة السكانية العالية فيها ولكن إسرائيل قلبت الآية وما تم مناقشته وشرحه ومن ثم إصدارة بالكابينت الإسرائيلي لتطبقه على أرض القطاع على مساحة لا تتجاوز 360كم مربع دون خط رجعة مع دراسة مجموعة من السيناريوهات تحت ذريعة لا خلاف في أن غزة أصبحت مخزن سلاح ومواد تخريبية على حسب وجهة نظرهم. ولكن الجميع أجمع على أن سبب الحرب الإسرائيلية على القطاع كانت إعادة هيبة الجيش الإسرائيلي التي فقدها بعد حربة مع حزب الله اللبناني مع تجربة اسلحتة وتكتيكاته العسكرية الجديدة ولكن هذه المرة بالقطاع المحاصر مع تلاءم حسابات الأحزاب الإسرائيلية مع حسابات الجيش الإسرائيلي والخندق القطاع لإثبات القوة على شعب مسلوب الحقوق ومشتت الأحزاب والوحدة الوطنية،مع مساندة أمريكية قوية بتصريح لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس تقول فيه بأن حكم حماس في غزة يمثل مشكلة لأمريكا وهو التصريح الذي أعتبر بمثابة الضوء الأخضر لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء بالقطاع.
مع العلم بأن عامل الزمن كان يشكل البعد الأشد تعقيداً في الحرب على غزة آنذاك ولكن الآن نقول بأن عامل الزمن يشكل البعد الأكثر تعقيدا على القضية الفلسطينية إذا تمت عملية المماطلة بعملية الحوار الفلسطيني الذي يقوم برعايته الجانب المصري