عام دراسي جديد وغلاء فى الأسعار !! و المئات من العمال يستصرخون عبر النهار بإحياء قضيتهم لتوفير احتياجات أبناءهم ! فهل من مجيب؟؟
التاريخ: 2010-08-02 23:58:59
خانيونس-النهار الاخباريةينصرف عام ويتلوه عام أخر والطلاب في أرجاء مدينة خان يونس الجزء الذي لا يتجزأ من قطاع غزة مازالوا يعيشون تحت وطأة جلاد لايعرف عن الإنسانية أي شئ سوء أن يدوس عليها .
وانعكست الظلاله السوداء على مجمل الحياة داخل جدران المجتمع الغزى عامه والطلاب خاصة الذين لا حول لهم ولا قوة حيث حرم عشرات الآلاف منهم من استقبال العام الجديد بفرح في ظل الوضع الاقتصادي المتردي وانسداد الأفق السياسي بفعل الاحتلال والحصار المفروض على القطاع منذ عدة سنوات وبسبب الانقسام الذي احدث الشرخ في صفوف الفلسطيني له دور بلون آخر .
فى سياق التقرير التالي مراسل
النهار الاخبارية نزار المزين يرسم صورة الوضع المزدرى الذي قابل هؤلاء الطلاب وعوائلهم عل فى نقل الصورة تخفيفا ولو جزءا من اثار المعاناة.
صدمة
علامات صدمة واستغراب واضحة علت ملامح الطالب يوسف عبد العال 17عام وهو يتجول بين المحلات التجارية الموجودة مقابل مجوهرات عودة في شارع البحر بخان يونس حيث لم يصدق على الإطلاق حجم الارتفاع الهائل الذي شاهدته أسعار الملابس وبعض الحاجيات الاخرى.
عبد العال واحد من بين آلاف الطلاب في مدينة خان يونس الذين حرمتهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المجتمع المحلي الغزي المحاصر من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا من فرحة استقبال العام الدراسي الجديد فكالعادة كان الحرمان سيد الموقف فيه
فيقول الطالب عبدا لعال :قمت بتأجيل موعد شراء الملابس المدرسية واحتياجات أخري من قرطاسيه ومستلزمات وذلك لعدم تمكني من شراءها بسبب قلة البضائع في الأسواق المحلية وارتفاع الأسعار واحتكار بعض التجار
وأشار عبد العال أن ما لديه من نقود الآن كان يمكنه من شراء كل ما يحتاج إليه قبل تشديد الحصار وارتفاع الأسعار ، لكن في ظل الغلاء الذي لا يرحم احد أصبح لا يكفي لتوفير جزء بسيط .
وفي صوت يغلب على نبرته البريئة طابع الحزن ، قال : أتمنى أن أتمكن من توفير بعض الأشياء القليلة التي تؤهلني لاستقبال العام القادم المختلف عن الأعوام الأخرى .
ارتفاع جنوني
وفي ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين منذ أعوام بمشاركة أطراف دولية وإقليمية ومحلية يعيش المواطنين في قطاع غزة في ظل حالة ركود اقتصادي تشهده أسواقها
الطالبة صابرين سلامة تشكو وبصوت مرتفع تارة من الارتفاع الجنوني للأسعار وتارة من النقص الملموس لبعض الاحتياجات المدرسية من السوق
تحدثت سلامة لمراسل
النهار من بين أزقة المراكز التجارية والبسطات الصغيرة في سوق معسكر مدينة خان يونس أنها ومنذ فترة طويلة تسير وتتجول بالأسواق عسى أن تجد ضالتها .
انعكاس
ارتفاع الأسعار انعكس سلبيا على الأسر الفقيرة التي لا يوجد لديها أي عائد مادي قد يساهم في إدخال الفرحة في قلوب أبنائها مع انطلاق عام دراسي جديد بظروف جديدة.
الطفل محمد الراني 15 عاما يلفت النظر وبشدة حيث كان يرقد خلف بسطة صغيرة لبيع الخروب ويقول بنظرة يأس للحياة :اخرج كل يوم مع شروق الشمس وأعود عند غروبها إلى البيت وأتجول سيرا على الأقدام في أسواق وشوارع خان يونس بحثا عن لقمة عيش تؤويني من الجوع والحرمان أنا و أشقائي الصغار
ويضيف الراني: :تركت متعة الإجازة الصيفية لتوفير بعض النقود التي قد تساعدني في توفير احتياجاتي الخاصة للعام الدراسي القادم وعملت في بيع الخروب مع إخواني من خلال بسطات متفرقة في شوارع المدنية والتي يعاني أهلها من سوء الحال والأحوال مشيرا انه يعمل طول اليوم فقط بشواكل قليلة ولا تغير أي شيء في وضعه المادي المتدني .
نقص واحتكار.
ومن يتجول في الشارع المحاذي للمقبرة القديمة وسط مدينة خان يونس واحد شوارعها الرئيسية لا يرى إلا ازدحاما مروريا وذلك بسبب وجود المحلات التجارية على جانبي الطريق واكتظاظ وسط الشارع بالبسطات التي يعرض أصحابها عليها فقط بعض الموديلات القديمة والاحتياجات البسيطة من جهة والموديلات التي يحتكرها التجار من جهة أخرى ولكن بكميات ضئيلة وبأسعار غير معقولة لا تتناسب مع مستوى المستهلك في المجتمع المحلي نتيجة إغلاق المعابر المخصصة لتدفق البضائع
نقش على أبواب الصمت
المواطن محمد شعت من سكان خان يونس يتحدث لمراسلنا أثناء تجوله معه بين أزقة الحي الذي يعيش فيه عن الواقع المؤلم الذي يمر به الطلاب من أبناء العمال بشكل خاص والآخرين في المجتمع بشكل عام
ويقول شعت: أنا غير قادر على توفير الاحتياجات المدرسية لأبنائي كما أن الاحتياجات الضرورية في المنزل أوشكت على الانتهاء
ويطالب شعت عيون الرحمة بالاطلاع أكثر على أوضاع العمال وأسرهم الذين يعانون الأمرين وان يكون لأبنائهم الطلاب النصيب الأكبر من المساعدات حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم بحرية كالآخرين .
فى النهاية ناشد أكثر من مئة عامل في خان يونس عبر
النهارالاخبارية المسئولين الصامتين والجهات المعنية و أصحاب القرار المحسوبين على الشعب الفلسطيني بإحياء قضية العمال وتوفير فرص عمل أو صرف مساعدات عاجلة لآلاف العمال حتى يتمكنوا من توفير احتياجات أبنائهم الذين يمر عليهم كل يوم أقسى مرارة من ما سبقه وأسوء حال فهل من مجيب؟؟؟