مسلسل هموم الناس اليومي يتواصل

مسلسل الهم اليومي يتواصل , الذي يجتاح عامة الناس من المسكين والفقراء والفلاحين والعمال ومن جميع شرائح المجتمع الفلسطيني في غزة , يتواصل ليلحق بهم الأذى والألم والمهانة والأحباط من كل شيء , وتتواصل معه عملية التراجع في مستوي استعداد الجماهير للعطاء والتضحية من اجل الوطن , فعندما يعيش المرء غربيا مهانا في وطنه تتقلص مساحات الأنتماء للوطن وللمجتمع , وتصبح أمنية الهروب من الوطن حلم , بحثا عن متنفس جديد وأمل جديد وعن مستقبل ضائع قد نجدوه أو لا نجدوه. هنا مئات بل ألاف الحالات المرضية بحاجة إلي العلاج في الخارج , وبسبب الانقسام الفلسطيني والحصار الإسرائيلي المجرم التي يحاصر كل شيء حتى أمل هؤلاء , والسفر التي يشكل طوق النجاة لهم أو ربما أمل في الحياة من جديد يتطلعون إليها بلهفة لعل ذلك يمد في أعمارهم ليلتقوا مع أحباء لهم طال غيابهم سنين طويلة خارج الوطن , وفرصة العلاج في الخارج لأولئك الذين فقدوا الأمل في العلاج في قطاع غزة , تشبه تذكرة العبور للحياة مره أخره , وهنا أوضح ان كثير من العلاجات الطبية الخاصة غير متوفرة في غزة , مثل عمليات القلب الجراحية وعلاج أنواع السرطان , وفي حقيقة الأمر أنها لا يوجد طيب في غزة , لذلك يحاول العديد من المرضي السفر إلي مصر عندما تتاح لهم الفرصة , واخروين يضطرون للسفر عبر معبر بيت حانون (ايرز) للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية أو للعلاج في إسرائيل , ينجح البعض في العبور دون مشاكل , والبعض يطلب منه إجراء مقابلة مع المخابرات الإسرائيلية , وفي حالات كثيرة كانت طلبات تصاريح السفر تقابل بالرفض أو التأخير من قبل السلطات الإسرائيلية ما يؤدي إلي تفويت جلسات العلاج مبكرا. لا يعرف المواطن من أي جهة ستأتيه الصفعة التالية , فهو الذي يتوقع كل شيء في هذا الزمان المباح فيه كل شيء , ولسان حال الشعب يقول .. إذا ما استهل البعض إهانة الناس , واعتبروا مجرد أدوات ورهائن فكل شيء مباح , وحصار ظالم وممارسات داخلية تضاعف قساوة الظلم , فبعد ان حرم المواطنون من العمل والتنقل , وبعد ان تخلت الجهات المعنية عن تحمل مسئولياتها تجاه الشعب وفي مقدمتهم العمال العاطلين عن العمل , إلا من بعض المساعدات المغمسة بالذل والاهانة , ويصفع هؤلاء لمصيبة الارتفاع الجنوني في الأسعار في كل شيء , والآن يعيش سكان قطاع غزة أزمة انقطاع التيار الكهربائي والماء وعلي الجميع هنا توقع عجب العجائب.