رغم بناء الجدار..مباراة "نيجيريا - مصر" تعيد شعبية الاخيرة عند الفلسطينيين

خانيونس- وكالة قدس نت للأنباء
لم تفلح تهديدات الاحتلال الاسرائيلى بشن حرب جديدة على قطاع غزة, من منع الشاب أسامة سلمى عن متابعة أحداث مباراة كرة القدم بشغف, وانتباه كما كان في السابق.ولم يكن وحده الشاب سلمى من تعلقت أنظاره بمتابعة أحداث المباراة لحظة بلحظة دون أن يفوت منها أي مشهد.فما أن توقفت دقات الساعة ,وتوقف مؤشرها ليعلن بدء المباراة إلا وأصبح الشارع يخلو من أي مار .

مراسلة" وكالة قدس نت للأنباء" نسرين موسى, وقفت بين المواطنين لتنقل حماسهم تجاه مبارة كرة القدم, خاصة في ظل أجواء مشحونة بعواصف التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم حربي مفاجئ على قطاع غزة ولنقل هل ما زال المواطن الفلسطيني يؤيد فريق مصر خاصة بظل الاحداث الأخيرة مع الجانب المصري.

إصرار...

السائق عطا الله هرول بسرعة فائقة بسيارته ليصطف على الدور الذي تصطف به بقية السيارات, وعند التوجه لسؤاله عن توقفه عن العمل بهذه اللحظات قال:" كيف استمر بالعمل, والمبارة توشك على البدء وخاصة ان مصر ستكون احد الأطراف المشاركة وأنا أشجع الفريق المصري, لأنه يمثل الدول العربية بين العالم الاجنبى".

وإزاء متابعته خاصة في ظل أجواء مشحونة بصوت الطائرات قال:" لو كانت الصواريخ فوق رأسي سأتابع أحداث المباراة ,ولن يعيقني تهديدات نتنياهو الهوجائية عن متابعة هوايتي".

شقائق...

ويجلس وهو يقضم أظافره خوفا من ان يخسر الجانب المصري المباراة الحاج أبو شماس, والذي قال بصوت مرتفع وكأن حارس المرمى يسمعه " انتبه يمينا واحترس الكرة ستجتاز المرمى, وكانت تبدو عليه ملامح الخوف من أن يخسر الجانب المصري الهدف".

وعند سؤاله هل ما زال يؤيد مصر بعد الاحداث الأخيرة التى عصفت بسبب بناء الجدار الفولاذي قال بعفوية:"كل ما فعلته مصر هو حق لها ,ومن له الحق بمنع مصر عن حماية حدودها , وطول عمرها مصر معروفة بمواقفها المشرفة جنبنا في قطاع غزة".

وأضاف:" مصر وفلسطين شقائق ولا تهتز العلاقة بينهما تحت أي ظروف".
وقطع حديث الحاج ابو شماس علو الصفير من قبل الشباب المتجمع لحضور المباراة , لان الحكم أعلن بصفارته نتيجة المباراة بفوز الجانب المصري على نيجيريا ليعاود ابو شماس صراخه قائلا:" فلتحيا مصر فلتحيا مصر".

غير العادة...

المواطن عبد الرحمن اختلف عن عادته, ولم يتابع هذه المرة مباراة كرة القدم وتخلف عنها حيث قال:" كيف أتابع المباراة وحكام مصر يساهمون بتجويعنا مشيرا إلى الجدار المصري ".وأضاف متسائلا:" هل أشجع من يشجع على حصار الشعب الفلسطيني ,جنبا إلى جنب مع العدو الاسرائيلى".

فيما هاجمه المسن ابو فوزي شحدة قائلا:" هذه كرة يجب أن تجمع بيننا وتزيدنا مودة ورحمة ،ونحن إخوة ، وعلينا أن نقوم بـحقوق الأخوة تجاه بعضنا ،".

وأضاف :" مصر وفلسطين أخوة ولن تفرقهما اى أحداث عابرة وهتف بعلو صوته ربنا ينصر الفريق المصري".

تعزيز...

هذه كانت آراء الشباب والمسنين, لكن هل هي نفس الآراء بالنصف الآخر من المجتمع مراسلة قدس نت التقت بمجموعة من النساء ,فقالت السيدة سارة أربعين عاما:" اليوم اعصابى مشحونة, لأنه الساعات هذه سيقف منتخب مصر أمام منتخب نيجيريا في الجولة الأولى وأنا قلقة من انه ما يتصدر بالفوز".

وعن سبب اهتمامها بشغف لأحداث المباراة قالت:" أنا من وأنا طفلة بأتابع مباريات مصر ,وانطبع بعقلي انه مصر تمثل كل العرب بالمباريات".

وعن استمرارها بمتابعة مباريات مصر رغم ما حدث بالفترة الأخيرة من أحداث قالت:" ستظل صورة مصر مشرفة امامى وسأستمر بمتابعة كل مبارياتها فهي دوما إلى كانت جانبنا".

تمرد...

ودون سؤالها قالت جاراتها المتجمعات أمام شاشة التلفزيون :" بلا جدار بلا قصف خلونا نشوف إ لنا ساعة حلوة في الحياة ,هو مكتوب علينا غير نشاهد القصف والطائرات والموت ,احنا زى دول العالم بنحب الترفية وبنحب الهوايات ".وتنهض فاتن 20 سنة والتي تمجلست مع بقية النساء على غير عادتها, لأنها تعكف في هذا الوقت بمتابعة المسلسل التركي المدبلج:" إن أحداث المباراة وحماس جاراتها جعلها شغوفة لمتابعة أحداث المباراة وتشجيع المنتخب المصري ".

وفجأة تقطع فاتن حديثها بسبب علو صراخ النساء المتجمعات فور إعلان صفارة الحكم بانتهاء المباراة بفوز المنتخب المصري ليقولن:" ربنا يبيض وجهك يا مصر مثل ما بيضتى وجوهنا أمام كل الدول".

وبدورنا نقول رغم الجو المشحون بكافة أنواع التوتر من قصف وتهديد ووعيد بحروب على غزة إلا ان كل ذلك لم يمنع المواطن الفلسطيني, من مزاولة هوايته بمتابعة كرة القدم ورغم ما مر من أحداث مثيرة مع الجانب المصري إلا ان ذلك لم يثنى المواطن الفلسطيني عن تشجيع المنتخب المصري ولم يتنكر لمواقف مصر المشرفة.

من الجدير ذكره كانت اليوم نهائيات كأس الأمم الأفريقية و مصر تستهل اليوم حملة الدفاع عن لقبها بقمة ساخنة أمام نيجيريا