مفوض ' الخارجية ' / في رحلة ' داخلية ' .
دردشة رقم ( 19 )
هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ..
وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها .
' حركة فتح ' كصخور الشاطئ ،
يغسلها البحر أحياناً بصخب ..
وأحياناً بهدوء ،
ولكنه يغسلها دائماً .
مقدمة
هذه الدردشة حكمتها الظروف ، وجاءت سريعة نوعاً ما ، وكنت سائحاً في الكثير من المعطيات ، إختصرت بعضها وأسهبت في البعض الأخر .
آملاً المعذرة للإطالة .. ولكن المرحلة تتطلب نظراً لصعوبتها وقفة مسئولة من جميع أبناء امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني وفصائلنا السياسية ، لهذا قصدت إلقاء الضوء على بعض الأمور وترك بعضها حيث تناولها غيري على صفحات الصحف الالكترونية والعادية .
( 1 )
كم تقت كعضو فتحوي .. شهد المؤتمر الحركي العام السادس ( م.ح.ع. 6 ) ، أن أعيش بقية عمري .. في كنف تنامي فتحوي وعلى كل الصُـعُـد التنظيمية ــ نتعاضد جميعاً في حمل مسئولية المرحلة الراهنة وما يعتورها من صعاب جمة وثقيلة ..، من هنا عقدنا الآمال العراض على الثالوث التنظيمي الذي إنتخبناه في ( م.ح.ع.6 ) ، رئيساً ولجنة مركزية ومجلس ثوري ..، و( بغض النظر عن نتائج الاقتراع الثلاثية وكيفيتها ) كان رهاننا الجذري .. على حتمية الالتحام ما بين هذا الثالوث ..،.
خاصة أن ما يحيط بنا لم يعد يَـحتمل إنتظاراً أكثر ..، وهذا الالتحام سيدفع إلى التكامل في الأداء ما بين جميع من تم انتخابهم في المؤتمر ..، وكذا من تمت إضافته سواءً على صعيد اللجنة المركزية أو المجلس الثوري ..، من الرئيس مباشرة ، أو اللجنة المركزية أو ( بعد ) تدخل المجلس الثوري .
المهم .. أن رهاننا كان على التكامل ..، بل وكم تمنينا أن نرى ' نواة صلبة ' تعمل أسوة بخلية النحل .. لكي نصل لِـ' حياة تنظيمية .. ' هي طموح كل أعضاء فتح [ صبايا وشبيبة وشيب ] .. لكي يرضى عنا الشهداء في ملكوت السموات العلى ، وإذا لم نتكامل ــ فلن يقوى البعض على حمل هذه المسئولية التاريخية ، وهذا ليس بجديد على ' حركة فتح ' .. إنه دورها وقدرها .
( 2 )
ولم يفاجأ .. أي عضو منا .. وهو يستمع إلى خبر أن مفوض الشئون الخارجية في ' حركة فتح ' سيتوجه إلى قطاع غزة .. عبر صخب هنا وهناك ..، وإستمعنا إلى أكثر من قول بين مؤيد ومعارض ..، وتذكر البعض منا شريط ' البانوراما ' السابق .. حيث وصل بعض الإخوة الفتحويين من الضفة إلى القطاع لانجاز ذات المهمات الموكلة ( حسب الإعلام ) إلى مفوض فتح للشئون الخارجية ..، التحادث واللقاء مع بعض زعامات ' حماس ' .. بحثاً أو تنقيباً عن صيغ إتفاق ما ــ معهم .
طبعاً لم يغب عن خاطر أي منا .. ' إتفاق مكة ' .. وما أدراك ما إتفاق مكة !! ، وماله من مغازٍ ومعانٍ وقداسة ، ولم تكتب له الحياة سوى ( 5 ــ أشهر ) ، [ 8/2/2007 ــ 14/7/2007 ] ..، إذن علينا أن نعي أن لا قداسة لأي إتفاق ..، نعم .. لا قداسة لأي إتفاق .. القداسة فقط لديمومة المصالح ..، ' لا حب دائم ولا كراهية دائمة ، بل مصلحة دائمة ' . والفتوى جاهزة وتحت الطلب .. فتوى دينية / خادمة للمصالح الدينوية ..، .
( 3 )
إن أي اتفاق مع زعامة ' حماس ' لا بد أن يخدم استمرار وجودها ..، أولاً ــ وأخيراً ، وهنا لا بد من التنويه .. أن هذه الزعامة ( التي لم تتغير شخوصها ــ ) قد وقعت على إتفاق ( مكة المكرمة ) من أجل أن تمتن وجودها العسكري لتتمكن من توجيه ضربة ( انقلابها العسكري ) ضد الشرعية الوطنية الفلسطينية [ أرضاً وشعباً وثورة ومشروعاً سياسياً ونظاماً سياسياً ] ، .
والان في ظل هذا الحراك ــ حراك مفوض فتح للشئون الخارجية .. وتوجهه لمدينة غزة ..، فلا بد من التوضيح .. أن الوازع لدى زعامة ' حماس ' ليس وازعاً دينياً .. لا من قريب ولا من بعيد .. ولكنه وازع وهاجس وتحسس دنيوي محض ( 100 % ) .
فإذا لم يكن في جعبة مفوض الشئون الخارجية أمراً شديداً الخطب .. قوي الوطأة .. لا تقدر زعامة ' حماس ' على مواجهته ومقارعته ..، وهي في مسيس الحاجة المُـلحة لإنقاذها من أتون ما / هنا أو هناك ..، فإن هذه الزعامة ــ خير من يرفس النعمة وتتبطر عليها ..،.
( 4 )
وإن معطيات الساحة الوطنية الفلسطينية ــ ، وكذا الحالة العربية الرسمية وكذا الجماهيرية ــ ، وحدث عن الإقليم الجغرافي / كذلك ..، بلا حرج ــ ، والشأن الدولي لا يقل تاثيراً سلبياً عليهم / من وعن غيره من المؤثرات .
وكم إستغربت .. كيف دفع شعبنا بنفسه إلى الوقوع في عثرات زعامة ' حماس ' .. وهو الشعب المسيَس ، صاحب التجربة الميدانية الحية .. أولاً ، والشعب الأكثر تعليماً بين شعوب الأقطار العربية والدول الإسلامية .. ثانياً ، كيف أخطأ شعبنا في إختيار زعامة ' حماس ' لكي تحكمه ..، مع العلم أن شعوب الأقطار العربية وشعوب الدول الإسلامية .. لم تُـفسح المجال لِ ' جماعة الإخوان المسلمين ــ ومشتقاتها ' لكي تنجح وتنال شرعيتها من صناديق الاقتراع !! ، .
والأكثر غرابة .. أنها وقد رفضت حكومة الوحدة الوطنية ، حيث عَـمَـرَّت لحوالي مائة يوم بعد ' اتفاق مكة ' .. فقد سارعت عقلية زعامتها الفاشية لارتكاب أخطر جريمة سياسية في تاريخ شعبنا الحديث .. ألا وهي الإقدام على ممارسة الرذيلة السياسية الذاتية بالانقلاب على نفسها ــ وهي صاحبة الأغلبية في المجلس التشريعي ومنها رئيس الحكومة ولها أغلبية ( أيضاً ) في عدد وزراء الحكومة ، ويكفي أن زعامة ' حماس ' قد أصبحت أساساً في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، .
( 5 )
هذا أمر له تبعاته ومعانيه لصالحهم .. ولكن عميان البصر والبصيرة لم يتبينوا الرؤيا والرؤية في المسيرة الوطنية ، مارسوا انقلابهم العسكري بمليشياتهم السوداء ، ونَعموا ( ! ) وغَنموا ( ! ) وهَنئوا ( ! ) وحكموا ( ! ) قطاع غزة ..، لم يكن هدفهم فلسطين .. منذ مؤتمر سينما البتراء في عمان بتاريخ [ 1/10/1948 ] ، حيث أكدت ' جماعة الإخوان المسلمين ' أن هدفها هي وحدة ضفتي نهر الأردن وحدة دستورية كاملة ..، من هنا لم يكن هدفهم خدمة القضية الوطنية ..، كانت مخططاتهم واضحة .. إنهم يريدون قطاع غزة ـ الأكثر فقراً وازدحاما واغلاقاً ــ في العالم .. يريدونه ' بيضة الديك ' الذهبية .. وهكذا نجحوا .. سواءً في سوء توزيع خيرات ( الخواجة ' محمد علي ' غالوي ) وسياراته الخاصة ــ ، على أنفسهم وعلى محسوبيهم .. وقفز ــ أو النط ــ عن المنازل التي لا تعود ولا تُـسَـبِّـح بالولاء لزعامة ' حماس ' .
آه يا وطن .. كم هي جراحك .. وكم هو ألمك .. وكم هم الذين تسوقهم الأقدار لاختلاق المزيد من العذابات إضافة لعذاباتك .. الغير محتملة من البشر ..، . وليس أقسى على الشعوب من العذابات السياسية المصنوعة على أيدي أبناء الوطن والشعب ..، انه ظلم ذوي القربى ..، نعم هناك ' حبل بلا دنس ' ، وهناك ( دنس بلا حبل ) لا يدري أحد لماذا اختارت زعامة ' حماس ' الثانية ..، من اجل حفنة من الدولارات / لحفنة من زعماء ' حماس ' ، تجارة أنفاق ونفاق معاً .
( 6 )
أُصدقك القول يا د.نبيل شعث ..، أنك لم تذهب إلى القطاع ، كما ذهب من سبقوك من الفتحويين ، إن الأمور الفلسطينية قد نضجت أيما نضوج .. وضاقت هوامش المناورات على زعامة ' حماس' ، نعم .. أنت يا دكتور لست يخت الخمسة نجوم ..، إنك خشبة خلاص ، مشكلتك أنك أمين وصادق فيما ذهبت إليه .. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ..، فهل تُـحسن زعامة ' حماس ' قراءة واقعهم .. وبأنه واقع متدهور من كل الزوايا .
إن المواطن العادي بات يعرف جيداً حقيقة ' حماس ' .. لقد أرسَـلَـت لك ' الوسيط ـ الغزي ' ، وهي تريد أن تُـخلصها من ورطتها ..، فالشعب ليس بأعمى .. إنه يرى الجيوب وقد إنتفخت ويَـعُـد العملة الصعبة بداخلها ..، وقضية أشهر جندي في التاريخ ' شاليط ــ أو شاليت ' .. هذا الجندي الذي إشترته زعامة ' حماس ' .. فإن قصته أو قضيته قد صَـيَـفَـت ..، . ' ولو إلى حين ' .
لقد وَعَـدَنا مفتي ' حماس ' ــ لا أريد أن أضع إسمه في هذه الدردشة ـ ، بأن يُـصلي في ' المقاطعة ' في رام الله .. وصدقاً إنتظرته .. ولكنه تأخر ..، على ما يبدو كان منتظراً أن يصل د.نبيل شعث إلى قطاع غزة .. لكي يخفف من دشع ماء وجه مفتي ' حماس ' ..، ليس مهماً أين يُصلي د.نبيل شعث أو غيره .. في هذا المكان أو غيره .. ، إن الأرض خُلقت للإنسان .. خلقها الله طهوراً ، فلماذا أصر ' المفتي ' إياه على الصلاة في ' المقاطعة ' إنها القصر ــ قصر الرئاسة ..، يا ( .... ) المفتي .
( 7 )
إن ربيعاً ساخناً وصيفاً حاراً ينتظرنا ، ولم تعد ' المقاومة ـ الحمساوية ' هي ذات دعاوي ودعايات واختلاقات وأكاذيب المقاومة القديمة ..، إن الحديث يدور حول رفض ' أوراق إعتماد زعامة ـ حماس ومقاومتها ' .. لأن السومة في سوق السياسة العربية والدولية .. لم تعد ذات السومة القديمة ..، .
هذه المقاومة التي أعربت ( أول أمس ) عن أسفها ' لما يكون قد أصاب أي مدني إسرائيلي .. من جراء أعمال ' المقاومة ' !!! . وبالأمس القريب لم يكن هناك ' مدني إسرائيلي ' .. جميعهم عسكريين .. صغيرهم وكبيرهم ، ذكوراً وإناثاً .. .
( 8 )
وهي ذات الزعامة ـ زعامة ' حماس ـ المقاومة ' ، التي رفضت نصيحة ومشورة أقرب الناس ( على وجه الأرض ) لهم ..، وهذا ما جاء على لسان د.رشاد بيومي عضو مكتب الإرشاد / جماعة الإخوان المسلمين / ، في 24/2/2009 ، حيث كشف تدخل ' الجماعة ' لدى زعامة ' حماس ' بقوله ـ حرفياً ـ : ـ دأُبَـت على تقديم المشورة والنصيحة لحماس بإعتبارها جزءاً من تنظيم الإخوان العالمي ' ، مضيفاً : ـ تحدثنا بشكل مباشر مع قيادات حماس لإقناعهم بقبول المصالحة بناء على اقتراحات التنظيم في مصر ' ، وتابع : ـ قلنا لقيادات حماس ، لو كنا مكانكم لقبلنا بالمصالحة فوراً طالما تضمن الحد الأدنى من الحقوق المشتركة بين جميع الفصائل ' .
( 9 )
لم تقبل زعامة ' حماس ' بأي نصيحة أو وجهة نظر ..، بإختصار ركبت رأسها ..، ويقول أهل الدراية .. إن خمر السلطان تطيح بالرؤوس .. كما لا تطيح بها خمر أخرى ..، فالثانية تُـسكر لساعة وأما الأولى فإنها تسكر كل ساعات السلطان .
إن زعامة ' حماس ' لم تأخذ بنصيحة أحد ولا بمشورة أحد اللهم إلا تنفيذها لأوامر ( المال ) القادم من طهران والأوامر اللوجيستية الآتية من ' الشام ' وأخيراً الأوامر الصادرة من دولة رئيس وزراء إمارة قطر .
فيا / د.نبيل . إذا ذهبت ناصحاً .. فحسناً عدت بالسلامة ..، لقد قال الرئيس أبو مازن / أرى رياح حرب قادمة ..، والمنطقة مقبلة على صيف مليء بالمرتفعات الجوية .. سواءً في دول الجوار لفلسطين .. أو في مناطق الخليج العربي ..، وأما إذا ذهبت مُذَكِّـراً ومنذراً بما هو آتٍ ..، حيث اللعب فوق الطاولة .. ولم يعد أحد يخفي شيئاً تحت البساط أو السجادة أو الزولية .. إقرؤوووها يا زعامة ' حماس ' كما تحلو لكم .
( 10 )
لقد قبلت ' السعودية ـ الشقيقة ' أن يأتي ' مشعل ' إلى الرياض .. وقابله صديق قديم ـ وزير الخارجية ـ ، ولسنا بحاجة إلى الكثير من التوسع في الحديث .. حول المقابلة هذه ..، كان هناك سؤالاً واحداً وجهة الأمير / سعود الفيصل لمشعل : ـ أنتم معنا ولاَّ علينا ..، . ولم يُحر جواباً ..، ولكن الله لا يرجم بأحجار ، عاد مشعل لدمشق .. وأرسل رسالة ال جلالة خادم الحرمين ـ، والقول المؤكد أن تهريب هذه الرسالة قد تم من المسئولين في دمشق ، وليس من الرياض ..، وكان الهدف ـــ إن إشتداد الأزمة في المنطقة . لا يعني الحرب غداً .. بل إن لعبة الحرب .. هي سيدة الألعاب جميعاً .. شد وجذب وتوتر وسحب لشفير الهاوية ..، وإلا لماذا إسمها لعبة الحرب ..؟ .. لو كانت غير ذلك لسمّوها لعبة الدومينو ( مثلاً ) .
( 11 )
وأَثَّـر نشر الرسالة سلباً على العلاقات بين زعامة ' حماس ' والبلاط الفارسي في طهران ..، لقد هدفت دمشق من نشر رسالة مشعل لخادم الحرمين .. أن توَثَر العلاقات بين زعامة ' حماس ' وطهران ونجحت في ذلك .. لكي تفرض على زعامة ' حماس ' أن ترتمي أكثر في أحضان الحاجة اللوجستية السورية ..، وإذا تغيرت الأمور بين سوريا وواشنطن .. فسيجد المسئولين السوريين هذه الورقة .. شهادة طعن في زعامة ' حماس ' .. لتتخلص منها بأرخص الأثمان والجهود . ودارفور جاهزة لاستقبالهم .
( 12 )
إن زعامة ' حماس ' بعد العدوان الصهيوني شتاء ( 2008 ـ 2009 ) لم تعد هي ذاتها ، فما تم ميدانياً على أرض المعركة .. وعدم الظهور والتواجد لزعماء ' حماس ' أثناء العدوان .. أمام الجماهير ..، وهمجية العدوان على وجه غير مسبوق ــ حتى ــ في أشد المواجهات الفلسطينية والعربية قتامة / ضد عصابات الاحتلال الصهيوني ..، .
إنه فعلاً عدوان ' المحرقة ' .. محرقة اليهود الصهاينة ضد مواطني فلسطين / الأصليين ، فلندع جانباً النصر والهزيمة ..، فالمشروع الاستعماري الصهيوني لم يقم بعدوان ' الهولوكوست ' هذا .. ليعطي لزعامة ' حماس ' أن تسجل نصراً ميدانياً على عصابات الاحتلال الصهيوني .. لأنها قاتلت بترسانة عسكرية ــ من على بُـعد ، ومن إقترب ميدانياً .. كان إقترابه بعد عمليات تطهير عسكرية ميدانية ( غير مسبوقة ) ..، لقد كان ذاك العدوان .. انتقاما لما حدث ضد عصابات الاحتلال على أيدي مناضلي ' حزب الله ' [ يوليو ـ تموز / 2006 ] ولتلقين المنطقة العربية درساً عملياً .. بهدف القتل من أجل القتل ، والتدمير من أجل التدمير ، لا يهم ما دام ' العسكر ' قد نزلوا إلى الأنفاق .. فلا يهم قتل الآخرين من المدنيين ما أمكن .
( 13 )
وعلينا قراءة واقع الأمر بعد العدوان الصهيوني ( شتاء 2008 ـ 2009 ) ، القراءة التي تليق .. وبأن زعامة ' حماس ' لم تعد هي ذاتها ..، لقد تبجحت التبجح الذي ما بعده تبجح ولم تتورع عن استعمال وسائل الإعلام والدعاية كافةً ، وتجندت ' جماعة الإخوان المسلمين ' في هذا السياق ، مع الكثير من القوى السياسية الدينية .. والمتأسلمة ، وبعض ' الأذكياء ــ ! ' من اليساريين ــ وصولاً إلى ' الحج محمد علي ' غالوي .. من أجل التأكيد وتثبيت النصر المؤزر على العدوان الصهيوني ( شتاء 2008 ـ 2009 ) ، وشعبنا في قطاع غزة ـ كما يعلم الجميع ـ يؤكد عكس ذلك .
زعامة ' حماس ' .. لم تعد الأيقونة المقدسة التي تزين جبين ' جماعة الإخوان المسلمين ' في العالم .. ، نعم لقد شكلت في مرحلة سابقة أداة وقوة لا يستهان بها في الأخذ بيد أتباع ' الجماعة ' في أي محفل من محافل الانتخابات النيابية ، وسجلت ' الجماعة ' وأتباعها ومشايعيها توسعات أفقية ليست قليلة .. في ساحات الأقطار العربية ، والدول الإسلامية .. مرددين كذبة ' حماس ' أنها ' حماس ـ المقاومة ' .
إن إنقلاب ' حماس ' العسكري الدموي الفاشي ، قد كشف حقيقة منطلقات زعامة ' حماس ' ، وبأنها تهدف إلى إقامة الإمارة المتأسلمة في قطاع غزة على حساب ، أي ' كم ' من الجماجم والأقدام المبتورة ، إن هذا قد إنعكس سلباً على ' جماعة الإخوان المسلمين ' في نتائج الانتخابات في الأقطار العربية في مرحلة ما بعد الانقلاب الحمساوي ، حيث تراجعت نسب الأعضاء نواب المجالس البرلمانية في انتخابات الكويت ولبنان والمغرب والأردن ، وهذا من أهم أسباب تهيب زعامة ' حماس ' على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية .
( 14 )
إن هذه السياسة الحمساوية المفرغة من أي محتوى .. قد أتت أُكلها على الأرض ..،
- لقد أصبحت محاولة الهجرة من قطاع غزة .. هي هدف في غاية الأهمية للشباب والصبايا .. وهذا واقع جديد كل الجدة في قطاع غزة وهذه لها إنعكاساتها الوطنية النضالية راهناً ومستقبلاً .
- إن نتائج العدوان الهمجي شتاء ( 2008 ـ 2009 ) قد غيَّـرت من لغة ' حماس ' ، التي أصبحت في غاية ' الطراوة ' مع الصهاينة ، وقمة ' الجلافة ' فلسطينياً وعربياً ، مع غزل غير مستحب للأوروبيين والأمريكان من الصف الأول لزعامة ' حماس ' .
- إن الصهاينة قد قبلوا بِ ' حماس ' جارة جديدة لهم ..، ليس على أرضية ' الكرم الحاتمي ـ الصهيوني ' بل بهدف تدجين ' حماس ' لما يُـريده الصهاينة ، ولقد نجح الصهاينة في مناورتهم هذه .
- لقد أنجز الصهاينة وضعاً فلسطينياً سيئاً بل ومأساوياً في قطاع غزة .. يحتاج لعشرات السنين من أجل إصلاحهُ وطنياً سواءً على الصعيد النفسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو المعنوي أو السياسي ..، .
- والان إن زعامة ' حماس ' تبحث عن مخرج من أزماتها .. فوضع إيران الداخلي .. وسياسة الغرب الهوجاء ضد إيران لن تسمح بما سمحت به الأمور سابقاً لِ ' حماس ' ..، ولم يعد الخليج العربي السابق هو ذات الخليج العربي اللاحق ــ في واقع التعاطي مع ' حماس ' ، .
- فلم تعد جباية الأموال في السعودية والخليج العربي .. كما كانت سابقاً .. ولا حرية الحركة لزعماء ' حماس ' كذلك .. ما عدا / قلب العروبة النابض ـ دولة الشيخ رئيس وزراء قطر / .
- والعلاقة مع مصر .. وما أدراك ما مصر .. إنها رئة التنفس الوحيدة لِ'حماس' في قطاع غزة ـ حتى ( عمرو موسى ) .. إقترب كثيراً من ' بزق الحصوة ' ..، وهو الذي تحمَّـل ' حماس ' أكثر من ' الجماعة ' أنفسهم في القاهرة .
- إن المنتصر .. هو الذي يتنازل ــ (!) ولما كانت ' حماس ' هي المنتصرة فلماذا لا تتنازل ..؟ ، . ولكن حذاري أن تتنازل عن آخر فتحوي .
- لقد أنجز العدوان الصهيوني ــ على قطاع غزة ، أكثر من أي توقع صهيوني .. ولهذا غيرت ' حماس ' لهجتها ولغتها .. ووافقت على الشروط الصهيونية ، وأصبحت الصواريخ وإطلاقها خيانة وطنية ـ فالمقاومة الحمساوية تحرس المشروع الصهيوني بشكل أو بأخر .. وتريد الحفاظ على موقعها في السلطة ــ هذا لا يكون .. لهذا أرسلوا لك يا د.نبيل شعث .. وبصفتك دكتور [ لا يهم التخصص ] أُذكرك بالقول الشعبي ، فالج لا تعالج .. ولكن ' فتح ' ستعالج فالج حماس وحذاري أن يكون بأي ثمن أو بنظرية ' لله وأنا سيدك ' .
( 15 )
لا احد ينكر .. أن هذا التأييد قد إستمر وتنامى هنا وفي الأماكن الجغرافية ذات التواجد السكاني الإسلامي ، حتى وصول ' حماس ' إلى ـ صندوق الاقتراع وصولاً للمجلس التشريعي ، هنا طرح الكثير من المفكرين ، أهل صياغة توجهات الرأي العام ..، الكثير من الأسئلة .
( 16 )
ما دامت ' حماس ' قد ذهبت لصندوق الاقتراع لتنال شرعيتها من هناك .. فأين شرعية المقاومة ..؟ . أين شرعية البندقية ..؟ . صندوق الاقتراع جزء من لعبة التسوية السياسية في فلسطين ( السلطة الفلسطينية ) ، إنها نتاج ' أوسلو ـ 1993 ' ، فإلى أين ستأخذنا ' حماس ' ..؟ . هل تريد أن تأخذ مكان ( منظمة التحرير ــ فصائل وقوى ) ..؟ ، أم أن بوصلتها قد أخطأت ' الشمال الجهادي !!! ' إلى ' الشمال المصلحي الحزبي الضيق ' ــ البديل لِ ' الشمال الايديلوجي الوطني ـ القومي ـ الإسلامي ' ..؟ .. أسئلة في غاية الخطورة طرحتها القوى الصانعة والمؤثرة في الرأي العام في الوطن العربي وفي الدول الإسلامية .
( 17 )
إن الشرعية النابعة من صناديق الاقتراع .. هي شرعية إصرار الإدارة الأمريكية في الفترة الراهنة ـ فترة ' الفوضى الخلاقة ' ..، وهي ذاتها شرعية وصول التيار السياسي المتأسلم المعتدل للحكم .. لمواجهة ومجابهة والقتال و' الجهاد ' ضد التيار السياسي المتأسلم المتطرف ، أو ـــ ما تحب واشنطن أن تطلق عليهم صفة الإرهاب ، أي وضع جماعة الإسلام على الطريقة الأمريكية في مواجهة الجماعة الأخرى التي تربت في أحضان أمريكا .. والان ـ الحمد لله ـ لا تناوئ فحسب ، بل وأيضاً تقف في الخندق العدو لواشنطن ، فأين ' حماس ' من كل ما سبق ، ولماذا جاءت لتنال وتحظى بهذه ' الشرعية ' التي رفضتها ، بل وقامت بتكفير وتخوين من أراد وشارك فيها .. وأقل ما قالته ' حماس ' حتى في أعضاء منها أرادوا المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الأول ' شتاء 1996 ' ، حيث وصفت هؤلاء بأنهم اللئام ــ الذين كُـشف اللثام عن وجوههم . وفي مقدمتهم إسماعيل هنية . هذا ما ورد في بيان صادر عن ' حماس ' بتاريخ [ 31/12/1995 ] .
( 18 )
بعد حين بدأت الخطة الحمساوية القاضية [ بالاستيلاء على السلطة ] تأخذ طريقها للتنفيذ ، تفجيرات ضد المدنيين داخل الخط الأخضر ، قصف على المعابر خاصة معابر العمال وبالتحديد القصف على ايرز ، زيادة كم التفجيرات في [ شهر مارس ـ آذار / 2002 ] حيث تم إعادة احتلال الضفة الغربية وحصار ' الختيار ' في المقاطعة في رام الله حتى نقله مريضاً بالهليوكبتر إلى عمان ووصوله إلى باريس للعلاج وصعود روحه إلى بارئها ، سفيراً خالداً لفلسطين والثورة العالمية في ملكوت السموات العلى ، .
وتم اختيار الأخ / أبو مازن رئيسا للجنة التنفيذية العليا ومن ثم تم انتخاب الأخ / أبو مازن رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية ، استغلت حماس مصداقيته السياسية وعدم تراجعه عن وعوده .. وكانت انتخابات المجلس التشريعي الثاني ، .
شكلت زعامة ' حماس ' .. حكومة حمساوية 100 % ، مع رفض مذل ومهين للبعض من الفصائل مما أرادت أن تشارك ' حماس ' حكومتها ، وبدأت الأنياب تظهر .. / تأسيس وإقامة المليشيات الحمساوية السوداء ــ القوة التنفيذية ، قوة حزبية محضة .. متدربة على إمتهان القتل الحزبي لأبناء الشرعية .. أبناء القضية ــ ، وبرزت الحفلات الدعاوية ومهرجانات إستعراض العضلات وهي تجهر وتجأر بالقول .. ' نحن هنا ..، نحن قادمون ' .. وعندما كتبنا حول ذلك .. كالوا لأمثالي الاتهامات الجاهزة في محفظة زنار خاصرة زمن ' حماس ' .
( 19 )
شنوا الحملات الافترائية ضد ' فتح ' ما عدا شرفاء ' فتح ' !! ، وقلنا وقتها ' حتى شرفاء فتح إلى المقصلة ' .. ، وزادت حدة الاتهامات وإختلطت دعاويها بدماء أبناء ' فتح ' ، وتوسعت مساحات الاتهامات لتتخطى ' جهاز الأمن الوقائي ' و ' محمد دحلان ' وتشمل كل الأجهزة الأمنية .. بما فيها ' المخابرات العامة ' و ' حرس الرئيس ' ، وتم تحييد ' الشرطة ' ، وتم وأْد التفويض السياسي .. الذي ( كان ) قد أصبح جثة هامدة / من قاعدته لقمته ــ منذ زمن بعيد ..، فلم يعرف المقاتل قبل وبعد هجوم الانقلابيين ـ أي عقيدة قتالية وعلى أي مستوى ، .. وبالتالي فإن الشركاء في الهزيمة .. كثر ..، وإن ظهر البعض الأقل .. وتـبَـطَّـن البعض الأكثر .
وحَـدِّث وبلا أدنى حرج حول الاستخبارات العسكرية .. التي مارست كل أنواع الأمن .. والأُمونات .. والأماني .. والتمنيات ، إلا الأمن العسكري في الوحدات العسكرية العاملة ، والذي توضح في انتخابات ( 25/1/2006 ) .. حيث تأكد الجميع من تغلغل وتسلل ' حماس ' إلى الوحدات العسكرية للسلطة ، تغلغلاً أفقياً وعمودياً على جميع المستويات ..،.
( 20 )
إن د.محمود الزهار قد قال لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية في [ 18/8/2005 ] :ـ ' إن حماس قالت .. إن المقاومة هي الحل وتبين أنها كانت على صواب ' ، السؤال ــ :ـ أين القول .. من الحقيقة الميدانية القائمة منذ وصول ' حماس ' بعد انتخابات المجلس التشريعي الثاني ، ( 2006 ) ، ؟ .. أبقت ' حماس ' على ' المقاومة ـ الحمساوية ' بواقع [ ضربة على الحافر .. ضربة على النافر أو على المسمار ـ كما يُـقال ] .. لأن السلطة ممثلة بالرئيس / أبو مازن ..، كانت لا تزال حينئذٍ في قطاع غزة ..، والخطة تسير حسب الخارطة على التختة الرملية للتنفيذ ـ بلا أدنى إزعاج يذكر من السلطة ( !!! ) ، بالرغم من الاغتيالات المتكررة لكوادر السلطة الأمنية والاستيلاء على المقار الأمنية ، [ خاصة في الشمال ـ حيث بدأ الانقلاب العسكري ضد الشرعية / من هناك ] ، .
بقي الأمر يسير على هذا المنوال ..، حتى جاءت الواقعة .. وكان الانقلاب العسكري ..، وبعد أن ' فرغ الميدان لأم حميدان ' بدأت ' حماس ' قراءة جديدة .. رافقتها ممارسة وسياسة أخرى للتعامل مع ' المقاومة ' ..، حيث أخذت على عاتقها ومسئوليتها ــ بأدب ودون ضجيج ، منع ' المقاومة ' .. بحجة حماية ' الأمن الوطني العام ' ..، .
( 21 )
وأعلنت ' حماس ' أنها وافقت على تثبيت التهدئة في [ 19/6/2008 ] وفرضته وبالقوة على كافة الفصائل ..، ـــ ، ومدته ( 6 أشهر ) وانتهى ، ولم تُـحسن زعامة ' حماس ' قراءة المعطيات .. خاصة مستجداتها ..، فإستعرضت عضلاتها .. وأعلنت رفض التهدئة .. ، والانسحاب من الحوار الفلسطيني برعاية الشقيقة مصر ..، حقاً إنه ' الهَـوَس السياسي ' .. ، .
وكان العدوان الصهيوني ــ وكأنه الاستدعاء الغبي .. لإستعراض عضلات المشروع الاستعماري الصهيوني ، ( ليس M16 ــ بل و F16 ) ..، إنتهى العدوان .. وضع شروطه وغادر .. وطيلة العام الماضي وزعامة ' حماس ' تعمل على تنفيذ الشروط الصهيونية ، لم تعد الصواريخ عبثية .. بل أصبحت صواريخ خيانية !!! ، وثبت أن ' الحل ليس في المقاومة .. وأنها لم تكن على صواب ' .. ، .
( 22 )
نعم عندما يتم وضع وتوظيف واستثمار الأفكار العظيمة المتسربلة بدماء الشهداء والجرحى والمعاقين والمناضلين والشعب والأمة العربية .. لخدمة ' حزب ما ــ مهما كان ' فإنها الطامة الكبرى ..، الأفكار تعيش وتنمو وتترعرع في [ شلال الدماء المتدفق والذي يفيض بمعين لا ينضب ] وهذه الأحزاب .. ترحل .. ' ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد ' ـــ خفف الوطأ ،.
نعم ترحل هذه الأحزاب .. وغير مأسوف على رحيلها .. لأنها أرادت توظيف أفكار الشعب لخدمة زمرة سياسية .. فالبعض إستبدل ولاية الأمة بولاية الفقيه ..، والبعض الأخر إرتأى أن يستبدل ولاية الأمة .. بولاية الحزب ..، لهذا فإن الفتوى بإسم الدين بأسره جاهزة لدى الفقيه أو الحزب بديلاً عن الشعب والأمة والإنسانية ، وغاب عن هؤلاء وأُولئك .. أن الأديان .. أياً كان مسمى الدين / إنما وُجدت لخدمة الإنسان وتنظيم سياق حياته ..، وليست ولن تكون موظفة لقتل هذا الإنسان على أيدي أناس أُخَّـر ..، من أبناء الدين الواحد .. أو الأكثر ..، والغريب أن يتم القتل لسبب سياسي .. إجتهاد سياسي دنيوي !!! .
الخلاصة ..
لا أحد ضد أن تتم المصالحة .. وأن يتم التوقيع على الوثيقة المصرية ، بدون أي تحفظ ..، فإما الثقة بمصر .. وإلا .. فدون ذلك خرط القتاد ، ولا بد أن يكون معلوماً للجميع .. أننا نعلم بمدرسة توزيع الأدوار الحمساوية / سياسي وعسكري ، ضفة وقطاع ، داخل وخارج ، أجهزة امن وقسام ، شام وطهران ، غزة ودمشق ، حماس وإخوان ، متطرف ومعتدل ، مع مصر وضد مصر ، المعابر والأنفاق ، النفاق والاتفاق ، المقاومة وضدها ، الانتصار الميداني ــ وبقاء الزعامة في مخابئ المستشفيات ، إنها التِـقْـية .. التي تُـحسن تعاطيها الأحزاب الدينية .. التي توظف النصوص الدينية لخدمة مآربها وأهدافها الحزبية ، وتجعل من التفاسير الخاصة بها والخادمة لأوضاعها الراهنة بديلاً لأمهات المراجع .
أكرر لا أحد ضد المصالحة ـ ولكن كما نقول في ' حق العودة للاجئين ' فلا التقادم الزمني .. ولا التنازل عن الحق العام / وهذا المستحيل بعينه / ، يُـعفي من الحق الخاص ..، نعم دماء الشهداء ممن سقطوا لصد الانقلاب الموجه ضد الشرعية الوطنية التاريخية الفلسطينية .. لا وَليَ على هذه الدماء إلا لذويها .. ممن لم يفتحوا بعد ' بيت عزاء ' واحد .. وممن رفضوا أن يأخذوا الدية ــ من ' هرم بن سنان ' المعاصر !!! ، هؤلاء لم يشرب أحد لديهم فنجان قهوة سادة ..، وبالمناسبة حارتنا ضيقة / أليس صحيحاً ؟.
وأكرر .. هذه الأقدام التي بترت .. وهي بالمئات ، كما الشهداء .. من المسئول عن مستقبل الإعاقة بالجملة ..، ــ والقتل بالجملة ..، من المسئول عن هذه ' المجانية ' لإراقة دماء الشباب المناضل .. أُصدق القول لا يوجد ــ ولم يُـخلق بعد .. من سيتمكن من حمل هذا الملف ..، هؤلاء ليسوا عملاء .. حتى يخجل ذويهم من المطالبة ولو بعد ( 40 سنة ) بدمائهم ..، . هؤلاء ثوار ومن اشرف مناضلي شعبنا عبر تاريخ ثورتنا المعاصرة .
المنطقة تعج .. برياح وروائح الحروب في أكثر من موقع .. وزعامة ' حماس ' تريد أن تحمي رأسها ..، وليس أمامها إلا الرئيس / أبو مازن ..، لهذا تبحث عن خشبة الخلاص ' العباسية ' ..، ربما يقول البعض ' عفى الله عما سلف ' ، أو كما قال صديقنا الإعرابي :ـ ' قِديم عليه رِديم ' .. ، كل هذا صحيح .. إلا الدم والكرامة ـــ ، .
د. نبيل .. كان الله في عونك في رحلتك هذه ، حيث أخشى ألا تجد من تقرا مزاميرك عليه ، فلقد جرب .. ما أتيت لأجله الكثير ، ولا أريد القول ' إللي بجرب المجرب .. عقله مُـخرب ' ، أنت متفائل دائم .. وهذا سلاح ما بعده سلاح في التعامل مع هؤلاء ، صدقاً إذا وضعت نصب عينيك ووجدت الدعم .. فستصل إلى بعض الحلول .
على ما يبدوا ، بل ربما ، أن شيئاً من العقلانية قد وصل إلى زعامة ' حماس ' في قطاع غزة ، ربما عبر الأنفاق أو السياسة أو أهل النُـصح أو على يديك .. وعسا أن يأتي الفتح المبين لنجاح الحوار على يديك ( أيضاً ) . لقد قال أحد الكتاب :ـ
( قد تبدي حماس مرونة حين تدير السلطة ، وحدها أو بالشراكة ، وهي ومرونة متوقعة مستمدة من تجارب شبيهة في التاريخ السياسي الذي يقول ، إن النجاح السياسي يصبح ' قيداً ' وطنياً وإقليميا ودولياً على حراك الجماعات والأحزاب ' الثورية ' ، ذلك أن ل ' الدولة ' لوازمها ومسئولياتها وحساباتها المختلفة جداً عن طلاقة الثورة وحريتها الواسعة في التطرف والقرار ) ، جريدة القدس الفلسطينية في [ 29/1/2006 ] ، فهل عرفت حماس أين موقع أقدامها راهناً ومستقبلاً ؟ .