جاءنا جورج غالاوي
نظّم قافلةً وعزم على الوصول إلى غزّة وجاء.
وقف يخطب في جمعٍ من الحكومة، حكومة غزّة، قطاع غزّة،
الموجود في فلسطين، والمحاصر منذ أربع سنوات بالضبط.
لا أريد أن أكرر نشرة الأخبار على مسامعكم،
وقطعًا كلّكم تعرفون جيّدًا معنى الحصار،
وتدركون أيّ شعبٍ هو المحاصر، وفي أيّ بقعةٍ جغرافيّة يقطن هذا الشعب،
ولكن على بديهيّة هذه المعلومات، ألا تتفقون معي على أنّكم أغبياء ؟،
طبعًا لا تتفقون معي، لأنّكم أغبياء!
لم تفعل حصص الجغرافيا فيكم فعلها،
ولم تدغدغ حواسّكم " بلاد العرب أوطاني "،
جلستم بمؤخراتكم الثقيلة على ريش النعام، ولم تستطيعوا إيجاد الدرب إلى غزّة،
كانت كلُّ دروبكم هراءً في هراء، ماذا فعلتم ؟
قصيدةً، خطابًا، دعاء ؟
ولكن أنظروا أيُّها الأغبياء لجورج غالاوي،
فالمذكور أعلاه لا يفقه العربيّة ولكنّه جاء.
جاء و " كبشة " من المتضامنين تسير معه،
تلفُّ بساط الأرض تحت إبطها،
وترقب بوابة " ميناء رفح البرّي " بعيونٍ على عكس عيونكم
، لم يتمكّن بعد منها الحَول
جاؤوا بلا جهاز " gps " ولا سيّارات دفعٍ رباعي،
تكدسوا في حافلاتٍ بيضاء حينًا، وافترشوا ظهر سفينةٍ حينًا آخر
غنّت لهم فرق " الكشّافة " في سوريّا،
وجاءتهم وسيلة النقل من تركيّا،
واستطاعوا بمعجزةٍ ما، تجاوز عقبات " العقبة "
وأدمغة ضباط الأمن الأردنيين، في حالة وجودِ الأدمغة
ووصلوا إلى ميناء العريش.
ناشدوا، صرخوا، اعتصموا،
لكي يدخلوا إلى مكانٍ تنقطع فيها الكهرباء أكثر من خمسين ساعة أسبوعيّا
، إلى حيثُ يعدُّ شراء " الجلاكسي " بكل أنواعها ضربًا من الترف،
ومع هذا وذاك أنتم وحدكم الأغبياء!
هل جلستم على شاشة تلفازٍ وتابعتهم خطابه ؟
خطاب جورج غالاوي ؟
هل سمعتهم أنّه جاء ليشكرنا،
أنّه يحبّ شعب مصر العظيم، ولكنّه يحلم له بقيادةٍ أفضل؟
الله ما أحلاكم!
لم تُفتح في رؤوسكم بعد نافورة دمٍ
من عصا جنديٍّ براتب لا يتجاوز مئة جنيه،
حتى تستوعبوا الأمر جيّدا ..
لم تهددوا الأمن القومي لأمّ الدنيا
حتى تشعروا أنّكم على قدرٍ كافٍ من الجنون لتأتوا إلى غزّة
ولأنني مثلكم أيُّها الأغبياء، أحلم بغدٍ أقلّ غباءً
وأريد لكلّ دولكم الشكليّة أن تصبح أجمل
فسأخبركم، بعد أن جاء جورج غالاوي ومن معه،
أنّ على الضفّة الأخرى من الميناء،
يوجد من سيمنحكم رغم الحصار، والتجويع
تمرًا وماء، فإذا كان الموت من الجوع حجّتكم فلا تقلقوا
أمّا الموت من الذلّ فهذا شأنكم
وحاشى لله أن أتدخل بينكم وبين مفرداتٍ ضخمةٍ كالموت والذل
موضوع: جورج غالاوي حجة على الأغبياء ! 
السبت يناير 30, 2010 5:07 pm
