ابو وعد مشرف
عدد المساهمات : 643 العمر : 38
| موضوع: يوم ميلاده كان يوم وفاته! السبت يناير 30, 2010 4:21 pm | |
| يوم ميلاده كان يوم وفاته!بداية طيبة .. واقع مؤلم .. نهاية غير متوقعة...هذا ما سنعرفه خلال قصة من بين الكثير لكنها تحمل بين طياتها ألحان الحنين وأنغام المستقبل ، تتحدث عن شاب يبلغ من العمر ستة وعشرون ، هذا الشاب يتميز بتواضعه، وحياءه، ولباقته، وأدبه، ودينه،وخلقه ، والعديد من الصفات الحميدة التي يفتقدها الكثيرون في هذه الأيام . شاب طموح اسمه عادل حلمه أن يعيش الحياة الزوجية كباقي الشباب وجاءت اللحظة الحاسمة ليطرح الفكرة على والديه وتتم الأمور ويتقدم لخطبه ابنه خاله وتمت الموافقة وتحديد يوم للاتفاق على مهر العروس التي لطالما انتظرت فارس أحلامها . وجاء اليوم المحدد ليذهب عادل برفقة والده وبعض أقاربه لفصل المهر وتمت الموافقة حيث أجمعوا على أن يكون عقد القران صباح اليوم التالي ، أما عادل فكان يشعر بأنهم سيوافقون فأحضر معه الحلويات والمشروبات التي يحضرها العريس يوم كتب الكتاب وليس يوم الاتفاق علي المهر، هذا ما حدث فرح يسود المكان وتنتشر أجواء السعادة ، كان ذلك مساء الثلاثاء بعد صلاه المغرب ، ليذهب بعدها عادل برفقة أصدقائه لشراء بعض الحاجيات والملابس للتحضير ليوم غد (كتب الكتاب) تلاقى وأصدقائه ليجوبوا شوارع غزة ومحالها بحثا عن بدله الفرح وفي داخل محل تجاري يقع نظر عادل علي بدله أعجبته فقام بشرائها ومن ثم ذهب لمحلات الأحذية واشتري حذاء ليكمل به الاتيكيت ولكي يكون في مظهر لائق أمام الجميع مع العلم أنه دائما مرتب وصاحب مظهر مقبول وجميل ،تستمر جولة عادل في غزة وزملائه برفقته يزفونه ويحتفلون به لأنه عريس فكان احتفالهم يذكر عند كل خطوة يخطونها ،حيث ذهبوا علي الدراجات النارية من منطقة سكنه حتى غزة فأصبحت جولتهم عبر الدراجات وعباراتهم التي تزين بالابتسامة والفرحة ، تلفت نظر الجميع ممن يراهم فلا يعقل أن يحتفل شباب بصديقهم في المحلات التجارية أثناءاختيار ملابس الفرح والتقاط الصور . شيء ربما يبدو غريبا نوعا ما فلم يتعود صاحب المتجر علي أن يقوم أو يري أصدقاء فرحين بصديقهم لأنه أصبح عريس بهذه الصورة التي رأي وشاهد أصدقاء عادل عليها ، وهذا ليس بغريب علي شاب حبوب محترم يحب الجميع والجميع يحبه ويحترمه ويفرح لفرحة .وفي طريق العودة لم يتركه أصدقائه بل استمروا معه حتى وصل لمنزلة فما كان منهم إلا أن قاموا وصلوا العشاء جماعة ، ومن ثم قال عادل :أريد أن ألبس ألبدله كي تفرح أمي فلبسها وشاهدته والدته وبعض أقاربه الذين أبدو إعجابهم به وهو يرتدى ألبدله ،وقد حصل موقف طريف بينه وبين أمه مما دعاه لضمها وتقبيلها، بعدها خرج وأصدقائه لتناول الحلوى وفجأة دون سابق إنذار وقع المحظور فقد تعرض لحادث سير أثناء قيادة الدراجة النارية انتقل علي أثره إلي رحمة الله _ مع العلم أنه قد نجي من ضربات الاحتلال عدة مرات _ فكان ذلك بمثابة الفاجعة التي أربكت الجميع حيث لم يصدق أحد هذه الحادثة فبعض الأشخاص عندما سمع نبأ موته قال: لا لا هذا كذب اليوم اتفق علي المهر وغدا كتب كتابة لحظات مؤلمه قلبت الموازين فبدلا من أن تنصب خيمة المهنئين نصبت خيمة العزاء.ودعته أمه والدموع لاتكاد تفارق عينها وبكل أسي قالت: ( بالعامية ) مع السلامة يا عادل الله يرضي عليك كنت بدك تلبس ألبدله اليوم قلتلك البسها يوم الصمدة ومسحت دموع الحنين من عينيها ...الجميع عاش حاله حزن شيء لايصدق لاسيما أنه مقبل علي الزواج . ففي اليوم الذي سيعقد قرانه يفارق الحياة ! نهاية علي الرغم من صعوبتها إلا أنها جميله بتفاصيلها ، فبعد وصوله للمشفي ووضعه في الثلاجة بقي ينزف ! طبعا الجميع يعلم أن المريض أو الإنسان بعد أن يفارق الحياة تتوقف الأعضاء جميعها ويتجمد الدم إلا دم الشهيد يبقي ينزف حتى يدفن .والعجيب أن عادل بقي ينزف طيلة الليل ، وفي الصباح نقل إلي منزله للقيام بالمراسم الأخيرة ودمه ينزف ،وعرقه علي جبينه ،ووجهه مصفرا ،والابتسامة لا تفارق شفتاه ..، تعجب الجميع من هذه الحالة لشيء إلا لأنه ميت وينزف ، فقد تسرب دمه إلي قطعة القماش التي لف بها . حاولوا أن يوقفوا النزيف بوضع قطعه من الشاش داخل أنفه لكن لا جدوي من ذلك ، وكذلك عرقه الذي يزداد علي جبينه بغزارة وأيضا وجهه الذي يشع نورا هكذا حال المؤمن الواثق بأن وعد الله لا ينفذ . حيث أكدت أمه أنه عندما كان يخرج للرباط يقول لها : إن لم أعد لا تبكي لأني مؤمن وأداوم علي صلاتي وسأقابل ربي بقلب سليم . فكان دائما يردد أتمني أن أموت شهيد فسبحان الله علي الرغم من أنه لم يمت شهيدا إلا أن الله أكرمه بأن جعل له كرامات الشهداء .ودعه أصدقائه وأحبابه وكل من يعرفه وعلامات الحزن ترتسم علي وجوههم فكان موكبه مكتظ بالمودعين لحبيبهم الراحل .هذه لمسات بسيطة من حياة شاب عاش لله وللوطن ..ولو أردنا الحديث عنة لنفذت أحبارنا ... وتبقي الكلمات عاجزة عن الوصف ... فراااااق ... ألم ...لووووعة... ذكريات فارق الحياة دون تذكرة رحيل !؟ ... لتبقي ذكراه تتناقل بين الألسنة فهو الآن مجرد ذكرى ولكنها جميلة .... بقلم/ عبير طلعت العبادلة كلية مجتمع الأقصى/ صحافة الكترونية | |
|
sidqy عضو فضى
عدد المساهمات : 100
| موضوع: رد: يوم ميلاده كان يوم وفاته! الأربعاء مارس 31, 2010 7:53 pm | |
| مؤثر جدااااااااااااا
شكرا للطرح | |
|