غزة-
النهار-بالعادة نسمع أن مكان الياسمين يكون الحدائق الغناء لكن على العكس كان مكانها رصيفا ملوثا بغبار المارة وعربات تجرها الحمير وملوثات بكافة أنواعها سواء من رائحة البنزين المنبعث من السيارات المارة أو من رائحة المواتير المدججة بها كافة شوارع قطاع غزة..
تبلغ من سنوات عمرها 12 عاما لكن شكلها يبدو ثمانية سنوات .
الطفلة ياسمين عودة أبو العراج من منطقة المغراقة في قطاع غزة تفترش أوراق متطايرة بالشارع ولا يوجد ما يبعث الدفء لمعالم جسدها الصغير سوى انكماشها بحضن والدها الذي يأخذ من السماء غطاءا له رغم البرد القارص .
وما يبعث الدهشة ان كل المارين بالشارع أخذتهم الرأفة بحالة الطفلة ووالدها
وللاطلاع أكثر على معالم قصة ياسمين وقفت مراسلة
النهار نسرين موسى مطولا لتتسمع من والدها سبب افتراشهما للأرض رغم ارتجاف جسد طفلته بردا .
للشارع عدت
والد الطفلة عودة ابو العراج قال عند سؤاله عن سبب وجوده بهذا الشكل وخاصة ببرودة الجو : ضاقت بى الدنيا لا مكان ولا ملجأ وطرقت كل الأبواب لكن للشارع عدت لانى اكتشفت مالي بركة إلا الشارع كما قال ببساطة لغته .
شلل رباعي
وخاض ابو العراج بتفاصيل قصته مسترجعا كل ما صادفه قائلا: طفلتي ياسمين تعانى من الشلل بأطرافها الأربعة لا تقوى على الحركة منذ أن كانت ثلاث سنوات ناهيك عن ضعف نموها الجسدي حيث تبدو أصغر من عمرها .
وأضاف: لم أترك باب مستشفى أو عيادة إلا وطرقته لعلاج ابنتي لكن كان المقابل أدوية عادية دونما التشخيص وأعود لمأساتي مع ابنتي وأحيانا لا استطيع شراء الأدوية .
وعن حالته المادية قال العراج: أنه لا يمتلك اى عمل لاستجلاب النقود منه لمساعدته على سوء المعيشة خاصة بظل الغلاء التى يعانى منها قطاع غزة جراء الحصار .
وتابع: لي عشرة بناء وياسمين منهم حيث ان ياسمين تكلفني ما يكلفوني إياه العشرة من مصروفات وأغذية وملابس .
شفقة
وبدمعة متخنقة قال والد ياسمين: لولا جلستي بهذا المكان رغم حالة الإعياء التى تعانى منها ياسمين لما استطعت على تدبير أمور عائلتي .
مستدركا قوله: الناس جميعهم يشفقون على حالة ياسمين وهى ترتعش وتتخوف بنظراتها من المارة وهم يحدقون بحالة جسدها ويتعطفون علينا ويعطوني ما به النصيب الذي أصرفه على متطلبات البيت رغم قلته .
بالصورة الطفلة ياسمين بجانب والدها
ذل
وأضاف ابو العراج: يئست أن اخرج من بيتي لاى مكان لطلب المساعدة ليس لاعانتى بوجود عمل ولكن لعلاج ابنتي لانى لم أجد اى مكان ولم أجد رحيما بى غير هذا الشارع والورقات الملوثة لافترشها وأمد يدي التى تحتضن جسد ياسمين المرتعش. حسبي الله ونعم الوكيل والشكوى لغير الله مذلة .
وتقطع ياسمين حديث والدها ولكن ليس بلسانها ولكن بحركة يديها التى تدل على انزعاجها من الحديث وازدادت رجفتها لتدل على مدى غضبها مما جعل والدها يلملم حاجياته المتبعثرة على الاسفلت الملوث بكافة الأشياء البالية قائلا حسبي الله ونعم الوكيل لأنه احنا مش بمجتمع يرحم ولو في رحمة كان ياسمين مكانها بالشارع وهى بهذه الحالة .
الصورة تظهر معاناة الطفلة ياسمين
وبدورنا نقول لا يوجد أي تساؤل من قبلنا نوجهه بجانب تساؤلات وتعجبات ابو العراج ولكن يوجد دعوة من قبلنا لكل المؤسسات الاجتماعية والتي تعتني بهذه الحالات المعاقة أن تتوجه وتضع تعقيبها لماذا هي موجودة على ارض الواقع ولا تقدم شيئا لهذه الحالات؟
ولماذا يزداد عدد المعاقين على أرصفة الشوارع ما بين كفيف ومقعد وغيرها من الحالات؟
ولماذا تلبس المؤسسات طاقية الإخفاء ولا تقدم اى خدمات لهذه الشريحة التى أصبحت تدرج بقائمة تحت عنوان متسولين ؟؟؟
تنويه لمعرفة عنوان الطفلة ياسمين يرجى الاتصال على الرقم التالي 0599851119