الاستاذ نضال عضو
عدد المساهمات : 50
| موضوع: من رسائل شاليط بكلامات هانى السالمى الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 12:30 am | |
| الهاتف أمي العزيزة حين ر ن هاتفنا الأبيض، وقتها تحول قلبي إلى رفوف من الاهتزاز، كنت أشعر يا أمي أن الهاتف كان يحمل لنا خبراً سيئا، كنت أتمنى ألا يرد أحد عليه. الخبر كان عن: الخدمة والرحيل مع الجيش إلى حدود غزة، هذا الخوف الذي يقلق كل أصدقائي ويقلق دولتنا. لا بد أن يدور عليك كأس الخدمة هناك. كنت أتوقع منذ عودتي من فرنسا أني لن أعود إليها بسرعة وأقضي وقتا مع صديقتي فوق ظلّ برج إيفل. 11 حدود حين وصل ْ ت بنا سيارة الجيش الخضراء، ترجلنا أنا وزملائي بين الأشجار، متخفين بين التراب والليل. رغم أني أحمل أثقالاً أكثر من ستة عشر كيلو جرام من الرصاص والطعام والأدوات الطبية، كنت سعيداً في الخدمة وقتها... هل تعلمين يا أمي ما س ر سعادتي؟، أنه شهر واحد وينتهي بك إلى راحة تامة، كان أبي متوتراً دائماً من الخدمة العسكرية في جنوب لبنان.. وهذا التوتر ورثناه نحن كل الجيل الجديد في الخدمة العسكرية لجيش الدفاع لكن لم تكن رياح الخوف تهب من جنوب لبنان فقط فكل جيلي يخاف من حدود غزة... عندما كنا نرتمي على التلال المطلة على الحدود، كانت الخوذة الحديدة تغطي نصف جبيني، في بعض الأحيان تعدم الرؤية أمامي ويدي تقبض على البندقية الطويلة، كسترتي الخفيفة في البرد، والضوء الأخضر الذي يكشف كل الفضاء أمامي، وأجهزة اللاسلكي تصدر الموجات الصوتية التي تحلق فوق رؤوسنا، 12 والدبابات الشاهقة التي تحجب الخوف من الوصول لكل جندي، وبالإضافة لذلك يا أمي الطائرات التي ترسل لنا البهجة حين نراها. حين كنت أصمت لأسمع أصدقائي يتهامسون، لا أسمع سوى دقات قلوبهم وحرشفات صدورهم المزعجة، هذه ملامح الخوف والقلق رغم كل الاحتياطات المنصوبة لنا لتجعل الحدود أكثر أماناً. الحذاء الكبير. لم يزعجني في تلك الليلة سوى حذائي كبير المقاس، وأنت تعلمين يا أمي أن قدمي صغيرة، عندما ذهبت إلى التجمع العسكري لأستلم أغراضي الدفاعية والبزة العسكرية، كان أحد الجنود أضعف مني ولم يكن بحسبان التجمع أن يوفر له حذاء صغير المقاس، فأعطيته حذائي، ولبست حذاء كبيراً جداً.. 13 طوال تلك الليلة كانت قدمي تغوص فيه، كانت كشيكل صغير في حصالة نقود من الحديد لها صوت. حين كنا نركض في وقت التنقل من تلة إلى تلة، كنت أتأخر دائماً عن المجموعة بسبب ذلك الحذاء اللعين. كنت محظوظا حين تأخرت عن السرب، فسقط صاروخ صغير على الجنود الذين سبقوني، لم يصب أحد بأذى، كنت سعيداً لأني نجوت مع هذا الحذاء اللعين. فرنسا. كادت عقارب الساعة تخنقني لأنها تمشي ببطء شديد، لو كنت أحد مصنفي الحيوانات في العالم لأضفت حيواناً جديداً يمشي ببطء لا يلد ولا يبيض، إنه الوقت الكريه الذي تنتظره في مكانٍ مرغما على ذلك. في تلك الأجواء الباردة دخل إلى ذاكرتي وميض صديقتي الفرنسية [مايا] ذلك الوجه الجميل والجسد اللين، رغم أنها لم تهتم 14 بمظهرها الخارجي في اللباس لكنى كنت أشعر أنها سيدة فرنسا الأولى وأنا هنري الأول. كدت أغفو وأنا أطوف بذاكرتي في شوارع فرنسا ويدي على خاصرتها، لا شيء يقلقلني هناك.. لكن حين صوروا لنا إسرائيل أنها أجمل من فرنسا وأن نقوداً كثيرة بها، وشوارعها كلها أضواء تركتُ فرنسا وجئت كأي شاب يطمح لتحقيق أمله في الدراسة والعمل، أوهمتُ نفسي بأن النازع الديني هو الذي جرني وتركت حبي وفرنسا. صُدمت حين وجدت اسمي معلقاً في جداول الخدمة العسكرية. من وقتها وأنا أنتقل من معسكر تدريبي إلى معسكر حراسي. | |
|
جبهاوى وافتخر عضو فضى
عدد المساهمات : 148 العمر : 36
| موضوع: رد الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 1:37 am | |
| سلمت يداك رفيق نضال....هذة مجرد بداية لخطف الجنود والقادم اروع...تقبلوااااااا تحياتى | |
|
بلال منصور المزين صاحب الموقع
عدد المساهمات : 1634 العمر : 36
| موضوع: رد: من رسائل شاليط بكلامات هانى السالمى الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 1:45 am | |
| | |
|