البلوتوث..هل هو طفرة تقنية أم تسلية وفضيحة أم دعوة للخير

إلى وقت ليس بعيدا لم يكن أحدا يعرف بوجودها أو معناها , لكن من المدهش أنها أصبحت في هذا الوقت تغزو كافة البيوت بل حتى أصبحت في متناول يد الأطفال قبل الكبار ، الأب يقضى وقت فراغه باللعب فيها مع أبناءه, والشباب يتبادلونها كل دقيقة."بلوتوث" أصبحت كلمة يتفوه بها الجميع بل تكنولوجيا بمتناول الجميع .

ولم تقتصر هذه التكنولوجيا على مكنونها كعامل مساعد على أداء عمل ما بل أصبحت تمثل فضيحة بل جريمة تعانى منها كافة البيوت وكافة الأشخاص ، وللوقوف على الحجم الكبير لهذه المشكلة ، تجولت مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء " نسرين موسى , بين المواطنين لكشف ماهية ما تمثله هذه التكنولوجيا لديهم.



المواطن أبو احمد من خانيونس قال:" المشكلة الحقيقية أن (البلوتوث) ارتبط معناه بكل ما هو سيئ وجنسي "، مضيفا:" من خلال جلساتي مع أصدقائي , اسمع عن طريقتهم باستخدامه حيث يتبادلون من خلاله مقاطع يأخذونها من الانترنت, أو من اى وسيلة أخرى وتكون المقاطع يندى لها الجبين ".

وقال :" بالنسبة لي رأيت أن الجوال الحديث الذي يتوفر به البلوتوث لا يلزمني , لأنه يهدد حياة بيتي بالخطر خاصة وأن في البيت بنات ومراهقات ".

لكن أم فوزي من رفح قالت بنبرة تهجمية :"البلوتوث فضيحة وحرام وممنوع يكون مع اى احد "، وأضافت :" إنها لو رأت ان احد أبنائها يحمل جوالا يحتوى على البلوتوث, ستقوم بكسره لأنها تراه يجلب المصائب على البيت لما تسمعه من فضائح عبر شاشة التلفزيون".

ونوهت أم فوزي بلغتها البسيطة أنها بسبب البلوتوث أصبحت لا تذهب لأي فرح من الأفراح, لكثرة المشاكل من وراء البلوتوث عن طريق تصوير الفتيات دون علمهن وهن بالفرح ، والواحد لا تنقصه البلاوى ".

الطالبة الجامعية رنا حسن قالت:" استفيد من البلوتوث في عملي خاصة اننى بقسم الصحافة , فعن طريقه قد أصور صورة وانقلها لجهازي بسهولة أو أتبادل المعلومات من زميلاتي".

فيما أبدت رنا تخوفها من البلوتوث قائلة:" لكن خوفي يكمن من ان تفتح إحدى الطالبات الجهاز وتنقل أشياء خاصة بى دون علمي قد تكون خطرا على حياتي كفتاة ، ولكن رغم ذلك إلا أن البلوتوث يعد سلاح ذو حدين والمستخدم هو من يحدد عن طريقة استخدامه له".



لكن أبو احمد اختلف عمن سبقوه وقال:" لا أرى بالجوال الذي يحتوى على البلوتوث اى مشكلة لان المشكلة تكمن بمستخدم هذه التقنية ".
ووافقته المدرسة الثلاثينية وسام عبد الله قائلة" : أن التقدم التكنولوجي خدمة كبير لنا ويجب توظيفه لإنجاز مصالحنا وليس كما يستعمله البعض بسذاجة كالمقاطع التافهة والسيئة ، ويجب أن لا يكون نقمة علينا لأنه يعتبر طفرة تقنية ".

وختمت:" يجب أن يراعوا هؤلاء السذج العادات والتقاليد وحرمة دينهم ، ولا يتعدوها من خلال الاستخدام السيئ لهذه التقنية ".

من جهته قال أشرف سلمى 40 عاما :" إن البلوتوث يرتبط بذهني بالوصول للفضائح ، والبحث عن أعراض الناس والإساءة إليهم بدون مقابل، لأنني أرى أغلب الشباب هكذا يتحدثون عنه ، وأصبحت أشمئز من رؤية أي جوال حديث , بسبب ما اسمعه من أفواه هؤلاء الشباب وما أراه مما يتبادلونه من مقاطع".



فيما أوضح الشيخ أبو أحمد من خانيونس البلد أن البلوتوث لا يشكل عنده اى مشكلة لأن عن طريقه يستطيع تقديم النصائح , وتوعية الناس عن طريق تبادل مشاهد دينية قيمة ، مشيرا أن الحرمة لا تكمن بهذه التقنية لان إفادتها أكثر من ضررها ولكن الحرمة تكمن بخبث البشر .


الأخصائية الاجتماعية عزيزة عبد الحي ، ذكرت من جانبها أن تقنية البلوتوث تعبر عن درجة التعاطي مع العالم، لأنها تعتبر طريقة من طرق التقدم التكنلوجى ، وهذه التكنولوجيا جاءت لخدمة المجتمع, لكن نحن نستخدمها لهدم قيمنا، وفي المساس بحرية وأعراض الآخرين .

وأضافت:" طريقة استخدامها الخاطئة كارثة إنسانية وحضارية لا تليق أبدا بنا لأننا نسير على منهج الإسلام ، وأنه يجب إعادة القراءة لواقع البلوتوث لأنها أحدثت هزة عنيفة في مجتمعنا ، وأصبحت نفسيات الناس تتخوف منها خوفا من أن يقعوا عرضة لمن لا يحسنون استخدامها ويكونوا ضحايا لهم ".

وأشارت عبد الحي إلى أن السبب في إقبال الشباب عليها هو نتيجة الوضع المأساوي الدى يعتاشه الشباب, خاصة في قطاع غزة من حروب وحصار وفقر فيجد الهروب لتلك الوسيلة متنفسا له.

ونوهت أن المسئولية تقع على الأسرة, من خلال مراقبتها لتصرفات أبنائها وتلبية رغباتهم وإشباعها, حتى لا يتطرق الشاب لوسائل أخرى لتمضية وقت فراغه ويلجأ للاستخدام السيئ للبلوتوث.

هكذا كان المواطن بين معرض ومؤيد لهذه التقنية ولكن هل سيبقى القلق يساورنا من ان يلحق ضرر هذه التكنولوجيا بأبنائنا ؟؟ فهل من قانون يحصر من سلبية هذه التكنولوجيا؟