الجريحة جميلة: استوعبت معاناتي ولكن أتمزق على ابنائى

الجريحة جميلة: استوعبت معاناتي ولكن أتمزق على ابنائى
التاريخ: 2010-01-15 17:00:14



غزة- خاص النهار-نوال عطا الله -رغم مضى عام على تلك المجزرة البشعة التى تمت بحق كثير من العائلات إلا ان ذكراها تمر أمامهم كأنها وليدة اللحظة .
عائلة سلمان أحد هذه العائلات التى عانت من أثار هذا العدوان الاسرائيلى وراح ضحيتها 3 شهداء .
فلا يوجد فرد من أفراد هذه العائلة إلا ويعانى آثارها من كوابيس مرعبة وقلق وخوف لا ينتهي.
وللاطلاع أكثر على فصول معاناة هذه العائلة نسلط بالتقرير التالي ما تعرضوا له خلال العدوان الأخير.



فتقول جميلة حافظ محمد سلمان: أنها مازلت تذكر بقوة ذلك اليوم المشئوم حيث كانت هي وزوجها وأبناءها في البيت .

وأضافت : فجأة سمعنا قصف جوى من الطائرات الإسرائيلية وغارات مهولة استهدفت البيت و لم يفرق بين طفل ولا امرأة ولاشاب ولا عجوز .

وتابعت وهى تغوص بذاكرتها وتسترجع مشاهد المجزرة انذاك : لم تفارق صور الدماء التي سالت والأشلاء التي تناثرت مخيلتي خاصة وان القصف أصابني كذلك بقدمي وأصبحت قعيدة على كرسي متحرك .مضيفة: ما زالت أجواء الحزن ولوعة الفراق تسكن جسدي .

واسترخت جميلة وكأنها تابعت شريط الحكاية بتسلسل من ذاكرتها قائلة: عندما بدأت الحرب علي غزة انتشرت أخبار عن تهديدات بقصف الاحتلال لكل شئ حتى بيوت المدنيين البيوت الآمنة التي لايدخلها المقاومين كما تدعي إسرائيل أنها قصفت البيوت التي كان يخرج منها المقاومين .


وأوضحت جميلة ان صوت الطائرات لم يفارقهم لحظة وزخات الرصاص المنطلقة من صوب المدافع واصفة تلك اللحظات بكابوس مرعب .

وأضافت جميلة : لم أكن وحدي من تعرضت لهذه المجزرة بل نالت المجزرة من أخ زوجي الذي استشهد على الفور .

و قاطعتها الحديث ابنتها الصغيرة نهاد تسألها عن عمها التي كانت تحبه كثيرا قائلة ببراءة الطفولة: أين عمي خليه يجيب قبره ويسكن عنا بذاكرة صغيرة لاتذكر هذه الطفلة إلا الألعاب التي كان عمها يحضرها لها وبأنامل لطيفة تلامس صورته وتتحدث معه كأنه بجوارها ويسمعها .



وتابعت جميلة وهي تمسك قدماها وتقول عانيت كثيرا بعد الحرب لأني أصبحت مقعدة علي كرسي متحرك لا استطيع القيام بواجبات البيت كما كنت من قبل
وتتحدث وهي تصارع دمعتها حتى ابنتي العروس لم استطع تجهيزها كما يفعلن باقي الأمهات وما استطعت الذهاب معها والوقوف بجانبها ليلة زفافها وكنت اشعر بها وبالحزن الذي امتلكها وهي تمسك بيدي وأنا جالسة علي الكرسي .


وأضافت جميلة: ذهبت إلي مصر وتم وضع جهاز بلاستيك لي ولكن دون جدوى .

وقالت : أنا استوعبت حالتي لكن حزني يزداد على اولادى فهم يعانون إصابات أخرى فأحدهم يعاني من ثقوب في الأمعاء وآخر أجريت له عملية استئصال الطحال عدا عن إصابة ابنى الثالث بحالات هلع وتبول لا إرادي وعدم قدرته علي التركيز في مدرسته رغم انه من الطلبة المتفوقين .

وواصلت فصول روايتها وقالت : اضطررت للاقتراض من الناس للذهاب إلي الخارج وشراء الأدوية لي ولأبنائي ..



وختمت جميلة ماساتها موجهة رسالة إلي المعنيين بالنظر إلي حالتهم والوقوف معهم ومتابعة أمورهم لان زوجها عاطل عن العمل .

ومن هنا نقول بعد مرور عام من المجزرة يبقي الوجع والحزن رفيق آلاف العائلات الفلسطينية التي فقدت أبنائها وما زا ل حالها يقول متى ينصفنا العالم ونري قتلة أبنائنا في يد العدالة