عبد الرحمن: هل حماس حقا مع كلمة سواء وهل هي التطبيق لنموذج اردوغان؟
نشر الـيـوم (آخر تحديث) 05/01/2010 الساعة 17:55 رام الله- معا- تساءل احمد عبد الرحمن مستشار الرئيس محمود عباس أبو مازن لشؤون م.ت.ف، ما اذا كانت حماس حقا مع كلمة سواء؟ واضاف متسائلا: فهل حقا ان نموذج انقلاب حماس هو التطبيق العملي لنموذج اردوغان ؟ .
جاء ذلك تعقيبا على مقال نشرته "معا" لمستشار رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية نحت عنوان "هل تجمعنا كلكة سواء؟"
واضاف عبد الرحمن "لا اعتقد أن احمد يوسف مقتنع بما يقوله حول التطابق بين نموذج حماس ونموذج اردوغان، الا ان كان يعتقد أن غزة في ظل انقلاب حماس هي صورة طبق الاصل عن أنقره في ظل أوردغان" .
واعتبر عبد الرحمن" إن هذه الاستعارة المخجلة تكشف بدورها عن حاجة احمد يوسف لدوام نموذج فاشل فقد مبررات بقائه، فالأفق المسدود أمام نموذج حماس ليس له إلا مخرج واحد هو إنهاء الانقلاب والعودة إلى الشرعية الوطنية" .
ووفق عبد الرحمن فان حماس اليوم ليست حماس الأمس، "حين كانت حركة مقاومة في ظل شعبها وسلطتها الوطنية وهي اليوم ورقة في أيدي اللاعبين بالمصير الفلسطيني في الشرق الأوسط، ولماذا لا تستفيد إسرائيل المعتدية والمحتلة بدورها من هذه الورقة لضرب المشروع الوطني؟ ".
ودعا عبد الرحمن حماس الى التوقيع على الورقة المصرية ان كانت حقا مع اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
واضاف" اقول للسيد احمد يوسف ما دامت حماس _ كما يقول _ توافق على الدولة المستقلة وعاصمتها القدس بحدود عام 67 فلتوقع على الورقة المصرية دون تأخير وهذا هو طريق الوحدة وطريق الشراكة السياسية وليس تكتيكات المكر بالأخر" .
وقال عبد الرحمن " إن الكلمة السواء التي تجمعنا تكون بإنهاء الانقلاب والعودة الى الشرعية الوطنية ما دام هذا الانقلاب _ كما يعترف احمد يوسف _ لا يخدم غير المحتل الإسرائيلي، ويتغافل السيد احمد يوسف عن سفينة الانقلاب الغارقة في وحول الشرق الأوسط والتي تتلاعب قواها الهزيلة بالمشروع الوطني الفلسطيني الذي تجسده حركة فتح منذ انطلاقتها والقائم على استقلالية القرار وتحقيق الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".
واضاف:ان انقلاب حماس قد سقط بسرعة مذهلة في وحول الشرق الأوسط واحتضنته بعض القوى الإقليمية ورقة ضاغطة في يدها في المساومة المعهودة لحماية مصالحها الإقليمية تحت يافطة براقة عن الصمود المنقطع النظير وجبهة قوى الممانعة التي لم تقدم غير دموع التماسيح في مواجهة المذبحة والحصار ضد شعبنا في غزة.
واتهم عبد الرحمن احمد يوسف بوضع "أغطية سميكة لإخفاء هوية الانقلاب ومصائره، فالانقلاب هو المشروع الإسلامي في فلسطين والانقلاب هو جناح الإخوان المسلمين في فلسطين، اما خالد مشعل فيعلن من طهران إن موقف حماس لا يختلف في شيء عن موقف حزب الله إذا تعرضت إيران لعدوان أمريكي _ إسرائيلي" .
كما اتهمه " بانه يمتلك موهبة عالية للتلاعب في الكلمات والمواقف وفي الوقت الذي ينسف فيه الإجماع الوطني على الورقة المصرية يدعو الى مراجعة ملفاتها الخمسة، أي ان كل ما تم التوافق عليه خلال عامين من الحوار الوطني لم يعد مقبولا من حماس سواء الموقف من الالتزام بالقانون الأساسي وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية أو الموقف من المنظمة ويدعو الى إعادة هيكلتها وإصلاح واجهاتها البرلمانية والتنفيذية لتحظى بمكانة التمثيل للكل الوطني وتصبح عنوانا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني".
واضاف"لا ينسى احمد يوسف أن يدعو إلى الشراكة السياسية وليس الى تكتيكات المكر للأخر، ولا نعرف ما يعنيه احمد يوسف ( بتكتيكات المكر ) هذه في اللغة السياسية التي يحرص عليها لإخفاء حقيقة الانقلاب وارتباطاته الإقليمية التي جعلت من الانقلاب والمأساة في غزة ورقة بيدها على حساب المشروع الوطني الفلسطيني، واخيرا يتحفنا احمد يوسف في دفاعه عن الانقلاب ضد الشرعية الوطنية والدستورية وحرصه على بقائه بموقفين في غاية الغرابة والدهشة.
وتابع عبد الرحمن تعقيبه قائلا: "فهو يقول بالفم الملآن إن أبواب حماس مشرعة للحوار والتواصل مع العالم وان حماس جاءت بخيار ديمقراطي وليست ضد الانتخابات وتتطلع _ هكذا_ لعلاقة سوية مع الغرب على أسس من الاحترام المتبادل لخصوصيتنا الثقافية والدينية.فهل يدل هذا الكلام الفارغ أن حماس مع استعادة الوحدة الوطنية حقا أم أنها تسعى للحوار مع الغرب على أسس من الاحترام المتبادل، والسؤال لأحمد يوسف هل المطلوب انجاز الوحدة بالتوقيع على الورقة المصرية أم الحوار مع الغرب من خلال أبواب حماس المشرعة؟".
واختتم عبد الرحمن تعقيبه بالقول"وحين يدرك احمد يوسف أن كل هذه الادعاءات لا تكفي لإخفاء حقيقة انقلاب حماس وأوهامه وارتباطاته المعلنة يستعير النموذج الإسلامي التركي ويقول إن حماس في رؤيتها السياسية للحكم هي اقرب لنموذج اردوغان".