ندافع عن هوية مهدده
هل خسر الفلسطيني معركة استقلاله الوطني الذي دفع ثمنها غالياً ؟ أم أنه أمام منعطف تاريخي يحاول فيه أن يحافظ على وجوده في سبيل تغيير هوية الزمن وإنضاج عوامل موضوعية تساعد الفلسطيني في تحقيق آماله وأحلامه وتحويل اليوتوبيا الفلسطينية إلى واقع متحقق ، بعد أن تهبط من سماء الأحلام والمستقبل المؤجل .
إن هويتنا الوطنية ومجموعة عواملها تمر في غاية الصعوبة الوجودية بعد أن نجح الآخر في احتوائها ولملمتها إلى جغرافية ضيقة مسيطر عليها براً وبحراً وجواً حتى الفكر لم ينج من إحتوائاته .
فإسرائيل تسعى لتدمير الدولة الفلسطينية كمفهوم وتحاول أن تعوضها بتشرذمات تشحنها بشحنات سياسية قدحيه ابتزازية كوهم يدفع وهم .
فنحن مازلنا ندافع عن هوية مهددة ، هوية تسعى إسرائيل إلى تفكيك بناها وتوزيع أشلائها إرباً فوق مساحات التاريخ الشاسعة ، خاصةً وأن كل كائن في الصراع يتحرك حسب قوانينه ، فإما إلى الحرية وإما إلى العبودية ، فلا حتميات ولا مطلقات في الصراع الذي هو ليس اختيار بقدر ما هو قضية إمكانيات فهو ضرورة وحالة .
فها نحن قد غيرنا في أولويات الصراع بعد أن أضحت المعركة الاجتماعية تسبق المعركة الوطنية .