عائلة المزين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عائلة المزين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولاتصل بنا
عرفهم من هو محمد

Knowing Allah

 

 آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو وعد
مشرف
مشرف
ابو وعد


ذكر عدد المساهمات : 643
العمر : 37

آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن Empty
مُساهمةموضوع: آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن   آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 06, 2010 8:26 am

آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن
د. فايز أبو شمالة


عندما يطارد النمر الغزالة، ويحشرها، وقبل أن ينقض عليها وينشب فيها مخالبه، في تلك اللحظة الأخيرة الفاصلة بين الحياة والموت، تنتاب الإنسان مشاعر خوف على الغزالة، وشفقة عليها، ويصير يلهث مع الغزالة، ويزوغ معها، ويهرب، ويقفز، ويتمنى لها أن تفلت من أنياب الوحش، ولكن مجرد أن تقع، وتطبق الأنياب على عنقها، وتفارق الحياة، تنتهي الإثارة، وقل من الناس من يرغب في مشاهدة الوحش وهو يأكل اللحم، لأن ذروة الإثارة كانت تلك اللحظة التي يحاول فيها الوحش أن يطبق أنيابه على عنق الفريسة، فلا يقدر، فهي تقاوم، وتصارع من أجل البقاء، لتستدر بصمودها التعاطف الإنساني، ولكن عندما تقع، وتستسلم للموت، تنزل الحسرة على قلب المشاهد، وتسيل من رقيق القلب دمعة؛ وهو يرى الوحش يلهث مرتاحاً، ويلحس من دم الغزال.

ذلك هو المشهد الذي تبادر إلى مخيلتي وأنا أرى السيد محمود عباس المجرد من كل شيء حتى من الإجماع الفلسطيني، وهو يعانق بصمت مصيره، ويلتقي مع "نتانياهو" في غابة واشنطن؛ التي لا وجود فيها للضعيف إلا مطروحاً أرضاً، ومأكولاً، وممزقاً بين المخالب. وربما هذه هي اللحظة التي انتظرتها الفضائيات، وبثتها لملايين المشاهدين، الذين انقسموا إلى قسمين، الأول تخيل نفسه الفريسة، وانتظر منها مواصله التملص، أو الاستعصاء، والثاني تخيل نفسه الوحش، يقفز على ظهر الفريسة، يمسك فيها بمخالبه، يطبق بأنيابه على عنقها. الأول حزين على الفريسة، غاضب عليها بعد أن أغمضت عينيها، واستسلمت، وواجهت مصيرها باسترخاء، وقدمت لحمها، والثاني يعيش لحظه الافتراس، ويبصر بعين القاتل، ويتلذذ على سقوط الضحية، وينتشي لعذابها مع أعذب لحظة انتصار.

بعض الناس يهتم بالغابة التي جرى فوقها الصراع، وتثيره الأجواء المحيطة بالآكل والمأكول، وينتبه للأشياء التي احتضنت القاتل والمقتول، إنها غابه السياسة الأمريكية الجافة عديمة الأحاسيس، إنها المكان الصامت الجامد الذي يتواجه فيها اللاعبون، ويتصارعون، ولكن واشنطن تعرف سلفاً من هو القوي المنتصر، ومن هو الضعيف المهزوم، إنها الغابة التي احتوت الجميع، ولا مفر فيها من صراع البقاء.

مفاوضات واشنطن، ومن قبلها أنابولس، وقبلها أوسلو، ومدريد، وما سيأتي بعدها في شرم الشيخ، كلها مفاوضات بين عنق الغزالة الفلسطينية وأنياب الوحش الإسرائيلي، مفاوضات يفقد فيها الفلسطيني في كل مره بعض لحمه الوطني، ويسيل دمه الإنساني، وتنزف حياته السياسية، تمهيداً لتلك اللحظة التي يموت فيها ويندثر أمام الكاميرا التي تلتقط صورة الوحش الإسرائيلي وقد تضخم، وازداد شراسة وعنفاً، وهو يزهو بلحظة الانتصار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جنة فلسطين
عضو
عضو
جنة فلسطين


عدد المساهمات : 66
العمر : 35

آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن   آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 07, 2010 4:18 pm

مشكور اخي علي ابداعك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو وعد
مشرف
مشرف
ابو وعد


ذكر عدد المساهمات : 643
العمر : 37

آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن Empty
مُساهمةموضوع: رد: آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن   آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 07, 2010 4:29 pm

جنة فلسطين شكر ا عزيزي على اهتمامك برد يسلموووووووووووووووو
لك تحيات الصحفي نزار المزين ابووعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آكلٌ ومأكولٌ في غابات واشنطن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عائلة المزين :: المنبر السياسي :: مقالات-
انتقل الى: