ابو وعد مشرف
عدد المساهمات : 643 العمر : 38
| موضوع: كتب أبو علي شاهين : الشهيد مجاهـد / الجندي المجهول الأحد سبتمبر 12, 2010 4:37 pm | |
| | | </TD> <TABLE id=table1 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="49%" border=0> <TR> <td> </TD></TR></TABLE> | دردشة رقم 32 |
هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ..
وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها .
مقدمة
في ذات ليلة إنفضاض المؤتمر الصهيوني العالمي المنعقد في مدينة بازل بسويسرا [ 29 ـ31 /8/1897] ، كتب ثيورد هرتزل ـ أبو الحركة الصهيونية ـ في مذكراته :ـ ' لو أردت أن اختصر مؤتمر بال ـ بازل ـ بكلمة واحدة لقلت : في بازل أسست الدولة الصهيونية ، ولو أعلنت ذلك اليوم لقابلني العالم بالسخرية والتهكم ، ولكن بعد خمس سنوات على وجه الإحتمال ، وبعد خمسين سنة على وجه التأكيد سيرى هذه الدولة جميع الناس '.
( هذه هي الصهيونية كما تقرأ الواقع والوقائع والمستجدات من الأمور.)
نستكمل الحلقة السابقة
( 5 ) جيل النكبة / يرفضها .
وبعدها يستمع الصبي الذي يتيه على أقرانه في المدرسة بما يَسمع، ويعيده على مسمع أصدقاءه الصغار ، وإن لم يكن يعي كل ما يدور من حواليه .. ولكنه كان مسروراً بما يَسمع أيما سرور ، . من أحاديث السياسة في البيت ، وجوار البيت عصراً .. عندما ينعقد مجلس الرجال في ظل جدار من جدر المخيم ، ويضع كل منهم رأسه برأس الآخر في لعبة ' السِـيجة ' ( ويبدأ الحديث جرياً على العادة في السياسة ..، وكالعادة يتساءَل أحدهم ..' يا ناس في أخبار جديدة عن الحاج أمين الحسيني (9)؟'.. ويرد عليه آخر ..'بعد ما طلع جمال عبد الناصر .. وين أيام هذا / من أيام هذاك ؟ ..الدنيا تغيرت' . و[ وينظر كل منهم يُمنة ويُسرة ] وينتقل حديثهم المسموع .. إلى الحديث الهامس .. كل رجل من الرجال يُدلي بدلْوه-ويُصيغ السمع ملياً- (والصبي اليافع مطرق السمع منتبه الحواسُ .. وعندما يأتي المساء سيكون له حديث مفصل مع والده فيما سمعه عصراً .. ) ، وكل منهم على التتابع يُـدلي بجملة سريعة هامسة ..حوار سريع ، جُمل متقطعة ..،تكررت معاني هذه الجُمل في معظم هذه الجلسات ، عبر السنوات الطوال.
ويبدأ أولهم : [ ' إيش مع فدائيية غزة تاعين' مصطفى حافظ ' ..،(10) ] ، ويتابع ثانيهم[:'صلاح مصطفى'(11) تبع السفارة مش مقصر معهم أبـداً..]،وثالثهم[:يا عمي الدنيا تغيرت ما عادت أيام ' أبو حنيك' (12) زي أيام زمان .. بحكم وُبرْسُم على كيفه ،]،ورابعهم : [ كل ها الدنيا تغيرت بعد ما أجى جمال عبد الناصر ..وطرد الملك فاروق(13) قبل أكم من سنة ، وقاطعه أحدهم : سنة 1952 ،] وكل يتابع جملته[ : يا شيخ الله ينصره..]، [: والله دنيا/ الواحد ما فكر انها تتغير..]،[ : تغـيرت غصب ان عنهم..] ، [ : تمبلر(14) رَوّح / الله لا يرد له سَفْرَه ..]،[ : هزاع المجالي(15) طار يا رجـال في غير أوانه] ،[: هـا الشباب / الضباط الوطنيين ماشيين مـع 'جمال عـبدالناصر']،[:والنابلسي ..'سليمان النابلسي'(16) الوطني كمان معـاه ..] ،[: وإحنا معـاه.. وكل الناس معاه..]،[:جماعة المفتي(17) والشيوعيين معـاه!!،]،لكن جماعة الاخوان المسلمين ضده على طول الخط ، ولا يقْبلوه بالمرة] ، [ هم طخوه والله ناجَّاه وحَبَسْهُم بعدين ] ،[:النصر جاي في ركابه..] ،[: النصر لـه أصحابه ..وهذا منهم..] ، [: النصر معقود على نواصي الخيل.. ،ومعقود على نواصي الرجال 'وجمال' أولهم ..'] ،ويؤكد على القول أحدهم وهو يهز رأسه واثقاً مما سيقول : إن لله جنوداً إذا أرادوا أراد. ويرفع أحدهم صوته .. كله كويس وتمام التمام .. ولكن أين دور شعبنا في كل هالمسائل ؟ ما بحرث الأرض إلا عجولها .. فكر الصبي ملياً وطويلاً وعميقاً فيما يقصده جارهم المشاغب هذا ! .
( 6 ) من يازور لغزة ، لأريحا ...إلخ .
وفي الليل يعود الصبي إدراجه .. ليؤكد على والده .. ما استمع إليه ويستعيده أمامه ويطرح الأسئلة ويتلقى الأجوبة.. وكلاهما فرح بالآخر ..، الصبي فرح بوالده الذي يجيب على استفساراته الكثيرة واللحوحة .. والأب فرح بولده .. لأنه يرى فيه استمرارية عطائه .. ويرى فيه النجاح القادم النابع من عمق رحم النكبة. ويتساءَل مقهوراً كيف ترك 'يازور' تئن مُـغْـتَـصَـبة ومأسورة ..، ويصمت الوالد ويرحل بعيداً في مسارب السنين الماضية .. ويهز رأسه ولسان حاله يقول :
'هذا الجيل .. جيل واعي .. لن يُهزم أبداً ..، هذا الجيل .. تضج عيونه بالانتصار الآتي من نبع الدم المتدفق من أوردتهم وشرايينهم ،..، هـذا الجيل .. لا يعترف بالهجرة ولا بالنكبة ولا بنتائجها ..يلعبها معكوسة هذا الجيل .. العودة دينهُ وديدنه .. ومركز حياته ..هذا الجيل .. شطب كل همومه وأبقى هماً واحداً .. ألا وهو العودة إلى أرض الأسلاف والأجداد والآباء .. بالحرب المفتوحة ضد 'الصهاينة' ، ويهز رأسه/ ويؤُكد بهمهمة من بين شفتيه ..' والله لو كان هالجيل كبير عام 1948 ما ترك البلاد ، / كان يا قاتل يا مقتول .. ولكانوا ظلوا هناك ' ..،ويرنو بعينيهِ بعيداً ويقارب ما بين الجفنين ويرى ' يازور' مرسومة أمام بصيرته ، في مشهد ثابت ..، ويستمر شاخصاً ليازور ويستمع لدفق أنينه الآتي من أعماق الروح ..آه يا يا زور ، قال مصر أم الدنيا قال ..يازور أم الدنيا يا مصر.
ويستمع الصبي اليافع .. الذي ينضج قبل أوانه / عقلاً و بسطة في الخلق ' طولاً وعرض منكبين' ، وقوة بدنية ليست عادية / إلى كل هذه الأحاديث .. ويتوقف عند الحديث الذي يبدأ همساً وينتهي بالصوت المسموع جداً بين الرجال ..، والذي يختصره الصبي اليافع ..
هل كان 'المفتي' على حق أم على باطل في رفضه لمشروع التقسيم (18)..؟ ولا يفهم معاني بعض الكلمات .. ويسأل والده عنها ، عن معنى كلام ' بن قَرْيون(19) ' [ التقسيم أقل مما نستحق ولكنه اكثر مما في أيدينا ، فلماذا لا نقبله ؟...، ] ،.
ويلح عليه السؤال الأكثر خطورة .. ،حول ' الحاج أمين – المفتي ' وقد أخذوا منه كل عوامل القوة وصادروها .. ، هل كان يملك من عوامل القوة .. إلا الرفض الشفهي ؟ ..وأين ذهبت'حكومة غزة '(20) 'حكومة عموم فلسطين'برئاسة 'أحمد حلمي عبد الباقي باشا'(21)؟. اللي عملوها في غزة وجاء بعضهم ورحل بعض ممن شاركوا في ' المجلس الوطني الفلسطيني – غزة ' في [ 1/أكتوبر – تشرين أول /1948 ]، إلى عمان ، وربما منهم مَـنْ شارك في ' مؤتمر أريحا ' [ 1/ديسمبر – كانون أول / 1948 ]، الذي أعلن ضم الضفة الفلسطينية إلى المملكة الأردنية الهاشمية ، ضماً كاملاً شاملاً ، وحدة دستورية وانتهت مرحلة واتت مرحلة فالزمن لا يتوقف ، والثابت الوحيد في الحياة هو المتغير،ويبقى السؤال الملح الدائم ..لماذا كل الشعوب لها حكومات ..إلا نحن لا حكومة لنا ؟ فقط محكومين !!!.وماذا حدث في مؤتمر أريحا.(22)؟ ولماذا وافق من وافق على الضم للأردن .؟ / يعني وين فلسطين ، ما بقي من فلسطين إلا قطاع غزة ، ويتساءَل قائلاً ، أهلنا هناك ..هل يحملون هوية غزاوية أو هوية مصرية أو هوية فلسطينية ، ويتساءَل لماذا يحمل ' أبو عمر ' هوية أردنية !، صحيح كلنا عرب ، لكن لماذا لا يحمل إبن درعاً أو إبن معان ..هوية فلسطينية ، ما دمنا ، كلنا عرب.
( 8 ) ماكو اوامر ..وضم الضفة للأردن.
ويتذكر الحديث بين الرجال .. وهم يؤكدون أن ما حدث لم يكن توحيد أو وَحْدَة / في مؤتمر أريحا ، كما هو طموح الشعب العربي الفلسطيني ونزوعه الوحدوي القومي العربي/ ، بل كانت حدّوثه يريدها ' أبو حنيك '.. أو كما قال أحد هؤلاء الرجال .. وكان قد أتى ضيفاً على المخيم .. [ أن 'الملك عبد الله' لم يستطع أن ينجز أحلامه بان يكون ملك الهلال الخصيب (23) .. ولم ينجح أن يكون ملك سوريا وقَبِل بإمارة 'شرق الأردن' التي كانت عام 1923 جزء من المملكة الحجازية ..، فها هو يُتَوج ملكاً على شرق الأردن (1946) والبقية الباقية من الضفة الغربية ..،. يالاّه ريحة البر ولا عدمه] .
ولم يعي الصبي اليافع .. ما هو الهلال الخصيب ، وما قصة هذا الهلال مع الملك عبد الله .. وما علاقة هذا الهلال بفلسطين ..ولماذا العراق جزء من الهلال الخصيب ، ويسمع مديحاً لدور الجيش العربي العراقي إبان معارك / حرب عام 1948 . ويبدأ العراق يدخل قاموسه السياسي الصغير ..، ويسأل مستزيداً عن هذا الدور ، ويعرف الكثير عن بسالتهِ ، ويحدثهُ والده عن هذا الدور بالكثير من الإعجاب ، وكيف كان الجيش العربي العراقي هو الجيش العربي الوحيد في حرب عام 1948 الذي إسترد موقعاً فقده بقيادة الضابط العراقي الكردي / عمر علي ، حيث استرد مدينة جنين بعد أن تم احتلالها من العصابات الصهيونية بالكامل ، ويتحدث آخر من مشاريق بلدة الفالوجا من عراق المنشية ويشرح مطولاً كيف أن الكتيبة الثالثة مشاة بقيادة الصاغ جمال عبد الناصر قد صدت هجوماً يهودياً ضارياً ، نجح أن يتوغل إلى ثلاثة أرباع القرية ..، ولكن عزم القائد والجند وأهل القرية قد ردوهم على أعقابهم خاسرين ، وأنهم تركوا خلفهم عشرات الجثث ممن قام المختار وأهل القرية والعسكر بدفنهم.
ويتفهم أوليات ' ماكو اوامر ' على مستوى النظام العربي الرسمي ..، وبأن قيادات الجيوش العربية في فلسطين ، جميعها قد مارست ' ماكو أوامر ' بنسبة أو بأخرى ، وأما الضباط وصف الضابط والجنود والمتطوعون العرب ، فعلى قلة حيلتهم [عدة وعتاداً – وقيادة عسكرية ومسئولية وقيادة سياسية] كانوا في كل المعارك أبطالاً كباراً ومناضلين عظاماً دون ضياع الحق العربي في فلسطين.
نعم .. لقد رفضت القيادة السياسية العربية قرار التقسيم عام 1947 ، رفضاً شفهياً – فقط – ولكن هذه القيادات جميعها مارست عملياً وميدانياً القبول المنقطع النظير لتنفيذ ذاك القرار ، حيث لم يتقدم جندي عربي رسمي واحد في أي جبهة من جبهات الجيوش السبعة المتداخلة أو المنفصلة إلى خارج حدود ' الدولة العربية ' كما وردت في القرار إياه ، ويا ليتها حافظت (حتى) على حدود ' الدولة العربية ' كما وردت في قرار التقسيم ، لأنها كانت فاقدة للخطة الواحدة والهدف الواحد والإمكانيات المطلوبة لإنجاز هدف الخطة .وهكذا قبلت الدول العربية بالتقسيم عملياً ومارست ذلك ميدانياً ، وأعلنت رفضاً نظرياً ، وأما الجانب اليهودي فقد قبل التقسيم على رؤوس الأشهاد وإن لم يُـنفذ من ذلك القرار (أكثر من ثلاثين صفحة) إلا سطراً واحداً .. ألا وهو قبولهِ بقيام ' الدولة اليهودية ' وكان ذلك / ' قيشان – شهادة الميلاد الرسمية ' بكل لغات الأرض – الأمم المتحدة – للدولة اليهودية 'إسرائيل' لقد حارب 'اليوشيب – التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين ' قرار التقسيم بكل قوة وبكل مضاء ممكن ، ولكن حربهم هذه كانت بكل ذكاء . وهكذا ينجح الجانب اليهودي في أن يقلب الحقيقة ويظهر بمظهر الضحية وهو المعتدي ، ونكون دوماً الضحية المعتدية !!! ، والعالم يُـصدق كذباً مرتباً ويُـكذب صدقاً مبعثراً وهذا هو نحن.
( 8 ) الاغتيال .. ضريبة عطاء.
وتضج رأس الصبي الذي يكبر/ بالحواديث ، ويُـثْـقَل بهذه الحواديث فإلى جوار متابعة ما يدور بالجزائر من حرب تحرير شعبية ومعارك وجمع تبرعات في ' مركز الإغاثة ' والمدرسة ، يرتفع في أفاق الأمة العربية بأن ' فلسطين بعد الجزائر' .. هذا هو شعار الشارع القومي العربي / يَكبر هذا الشعار ، ويُثبت حضوره، ويصبح وكأنه لسان حال النظم والتنظيمات العربية / إجماع عربي شعبي ورسمي كم تمناه والد شهيدنا / لو كان هذا .. من حول فلسطين عام 1948 .. ويجيب نفسه لو كان الوضع في فلسطين كما هو مع الجزائر الأن .. لما ضاعت فلسطين ، لو سَـلَّـحونا وأمدونا بالدعم والتدريب لتغيرت الأمور والنتائج ولما كانت نكبة (1948) ، ويلف المشهد العربي هذا الدعم المفتوح للجزائر من ' مصر العروبة '.، فجأة تبرز مسألة تأخذ بلب ومجرى الأحاديث .. وترتسم وتبرز جدية على قسمات وتجاعيد الجباه والوجوه بأن 'اليهود' وأذنابهم .. قد نجحوا في قتل 'مصطفى حافظ' في غزة [ 10/7/1956 ]. ولم يأخذ 'صلاح مصطفى' الحيطة والحذر فقتلوه بعده في نفس الأسبوع [ 14/7/1956 ] ويرثيهما القائد العربي جمال عبد الناصر في ليلة تأميم شركة قناة السويس [ 26/7/1956 ] .. ويفهم شهيدنا معنى الاغتيال – ويستمع إلى الرجال وهم يتناولون ويتداولون ما يدور حول الاغتيال .. بألف قصة وقصة .. ولكن يختصر أحد كبار السن من الرجال ويقول :
مسكينة يا فلسطين .. يا وَ لَداه .. مالكيش نصيب في المخلصين .. ولو كمان هالجدعان رحلوا في عز الشباب ..، الله / على اليهود الصهاينة واللي يواليهم ، عرفوا كيف يقطعوا إيده لجمال عبد الناصر في القطاع والضفة ، لكن الحق علينا .. إحنا الشعب ، لازم نحرس ونحمي هدول الشباب في حبابي عيوننا ..، ونبه إلى أن الغدر الصهيوني سيُبْقي الحبل على الجرار الفلسطيني والعربي لقتل المخلصين منا بألف طريقة وطريقة ، فالعربي الجيد هو العربي الميت في العُـرف الصهيوني .
وإلى اللقاء في [ الجندي المجهول / الشهيد مجاهد ] الحلقة الثالثة قريباً ...
|
| |
|