رمضان بدون فانوس وعيد بلا لبس جديد: أطفال غزة يتساءلون ما هو الجرم الذي ارتكبناه لتغيب الفرحة عنا؟
التاريخ: 2010-09-05 23:58:16
|
خانيونس-النهارالاخبارية
لأن شهر رمضان يعتبر مرحلة جديدة في حياة الناس فإن استقبال عيد الفطر هو تتويج لما قام به هؤلاء من مبادرات و سلوكيات سمحة لكيفية استقبال عيد الفطر و لكن نتمنى ان يكون الهدف واحد ألا وهو بداية مرحلة جديدة خاليه في الأخطاء و السلبيات .
و حول مدى استعدادات الأسرة لتوديع الشهر الفضيل و استقبال عيد الفطر المبارك مراسل النهار الاخبارية نزار المزين يستعرض فى سياق التقرير التالي هذه الاستعداد ويعكس انفعالاتهم البادية عليهم
ونحن على أعتاب استقبال عيد الفطر و نهاية شهر الخير نلمس مظاهر البهجة تعم كل البيوت و الشوارع و مهما كانت المبالغة في استقبال عيد الفطر تبقى سمة الحب و التسامح هي الهدف الاسمي.
محمود وعمرو خالد ويوسف وتحسين أبناء العشرين عاما من سكان مدينة رفح اجمعوا على ان العيد فرصة لطلب العفو ممن نحب .
وتكمن كيفية استقبال عيد الفطر عند هؤلاء باختراع طرق مميزة والتي ينال كلا منهم بها تسامح و رضا الجميع فأول ما يخطر على بالهم من استعدادات لاستقبال عيد الفطر هو الذهاب لعزيز أو صديق أو زميل أو جار و طلب العفو منهم لأنهم يحرصون في هذه المناسبات على نيل تسامح الآخرين . كما قالوا.
موضحين ان العديد من الشباب يجهل المفاهيم والطقوس الصحيحة لاستقبال العيد ويقتصر مفهومهم لاستقبال العيد على الظهور في الملابس الأنيقة و الجديدة والتباهي بالمظهر أو ان يقضي معظم وقته في النوم .
الطفل يوسف الأشقر14عام من سكان مدينة خان يونس يقول: الملابس الجديدة و الحلويات أهم مظاهر العيد وأول ما أقوم به أنا وأخواني والعديد من الأصدقاء عند الأيام الأخيرة من الشهر الكريم شراء ملابس العيد فأنا أحب جداً أجواء العيد لأننا نتجمع مع العائلة و نتناقش على أفضل ما نلبس .
محمد شقيق يوسف الأكبر يستعد ومجموعة من الأصدقاء لعمل رحلة شبابية متنوعة البرامج داخل غزة المحاصرة سعيا منهم لمشاركة الناس في صنع الفرح المسلوبة في ظل حالة الحصار والانحصار التي يعاني منها المجتمع الغزي .
أما عن استعدادات الأسرة قال والد الأشقر الحاج سعد :قمت بشراء الملابس الجديدة لكل أفراد اسرتى وسنبدأ فى إعداد الحلويات لان هذه العادات جزء مهم من ملامح العيد التي نحرص على القيام بها
فيما تقول رنا تموز من بين أزقة مخيم البريج في نهاية شهر رمضان تعلن حالة الطواري القصوى. وبنفس الاستعدادات و الفرحة التي استقبلنا بها شهر الخير نستقبل فيها عيد المحبة أعاده الله على الجميع بالخير و الصحة و لا اعتقد ان استقبال عيد الفطر يختلف عند الأسر فالاستعداد متشابه عند معظم الناس إلا من جار علية الزمن فما ان نبدأ في العشرة الأواخر من شهر رمضان حتى تعلن حالة الطواري القصوى في كل بيت و تزدحم المحلات بالناس لشراء ملابس العيد و إعداد الحلويات
على عكس رنا تموز كان لزوجة المواطن حسني علام من سكان مدينة غزة رأى أخر حيث قالت : أنا شخصياً ضد هذه العدادات السيئة و المكلفة مادياً فالعيد عبارة عن فرحة يشارك بها الجميع و نحن نتخذه منافسة بيننا و بين عرض الإمكانيات و الملابس . فبدلا من ان يكون استقبالنا للعيد بصفاء القلوب و التسامح و المحبة نستقبله بالتنافس و الحسد و الغيرة .
وتضيف: لكن تبقى هناك أشياء جميلة مثل تبادل الزيارة وتوزيع الحلويات على الأطفال وبين الجيران و المعايدة اللطيفة من الأهل و الأحباب
وتوضح المواطنة علام: أنا والأسرة لا نقوم بأي طقوس خاصة لاستقبال العيد فقط نتهيأ نفسيا لتغيير الروتين
وتوشحت أسواق غزة بحاجيات العيد القادمة من مئات الأنفاق على طول الحدود الفلسطينية المصرية، وبعد أن كانت الأنفاق محدودة لا يتجاوز عددها أصابع اليد إلا أنها بعد الحصار زادت وتضاعفت وتم تهيئتها لاستقبال كافة السلع والبضائع.رغم قلة المستهلكين .
ابتسامة كبيرة ارتسمت على وجه أبو جمعة خمسون عاما صاحب بقاله كبيرة بشمال غزة والذي قال غزة ومدنها الآن تُشاهد بعيونها البضائع المختلفة الغائبة عن أسواق القطاع منذ أعوام لكن يقابل ذلك عدم وجود اقبال كبير من قبل المواطن المستهلك بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار السلع
فيما يرجع مواطن اخر ان العديد من الأسر تعيش في حالة من الحزن والفقر ، فالوضع الاقتصادي السيئ نقطة في بحر من المعاناة ومعظم مواطنين غزة لا يذهبون إلى السوق كالمعتاد مع قرب نهاية شهر رمضان لشراء ملابس وحلويات ولوازم العيد فهذا العام أشبه بالمرارة والحسرة نظرا لاستقبال العيد بأقسى الظروف فمنذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قبل عدة أعوام ألمت الظروف القاسية بجميع المواطنين لان أغلبهم فقد عمله الذى يقتات منه
بينما يروى لنا علاء توحيد بصوت حزين قصته مع هذا الغلاء ويقول:إنني غير قادر على توفير احتياجات أبنائي العشرة في العيد بسبب الظروف الاقتصادية التي ألمت بطبقة العمال حيث كنت اعمل داخل مايسمى إسرائيل والان وبعد الإغلاق والحصار أجلس بلا عمل
ويضيف توحيد: الاسرالفقيرة تستقبل هذه المناسبات بحزن مرسوم على الجبين يجعل ذويهم في حيرة أمام أسئلة أطفالهم رمضان جاء ولم أشترى الألعاب والعيد اقترب متى سأشترى الملابس الجديدة متى سنبدأ عمل الكعك كالآخرين
ويتابع: فرحة العيد هذا العام معدومة ومنقوصة عند العمال وأسرهم حيث انعدام رائحة الكعك في بيوتهم مثلما كان بالسابق وحاجيات الكعك منتشرة بالأسواق ولكن في ظل الغلاء لا نمتلك ما يأهل لاشتراها
وبدموع منغمرة ردد الطفل نور علاء توحيد حتى الأطفال لم يعودوا يغنوا أغاني العيد فجميع الناس حالتهم سيئة ونحن في غزة مكتوب علينا حتى الفرحة تكون ناقصة
هكذا رمضان ينتهي بلا فوانيس والعيد يهم بالدخول بلا كعك ولبس جديد وأطفال يتساءلون ما هو الجرم الذي ارتكبتاه حتى نحرم من تلك الفرحة؟؟؟؟؟؟