الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان
للشيخ المجاهد عبد الله عزام عليه رحمة الله و نسال الله ان يتقبله شهيدا و يسكنه فسيح جناته
>>>>> اضغط هنا مختصر السيرة الذاتية للشيخ عبد الله عزام لمن لا يعرفه
قال الله عز وجل:
{إنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}.
============================
مقتطفات من كلام الشيخ عبد الله عزام عليه رحمة الله في المقدمة ....فهذه الفتوى كتبتها وكانت أكبر من هذا الحجم، ثم عرضتها على فضيلة شيخنا الكبير
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وقرئت عليه واستحسنها، وقال: (إنها طيبة)، ووافق عليها، إلا أنه اقترح علي أن أختصرها حتى يكتب لها مقدمة ننشرها بها ثم اختصرتها، ولكن وقت الشيخ كان مزدحما أيام الحج، ولم يتسع المجال لعرضها عليه مرة أخرى.
ثم أفتى الشيخ حفظه الله ورعاه .... أن الجهاد بالنفس اليوم فرض عين، ثم عرضت هذه الفتوى بحالها - دون الأسئلة الستة الأخيرة - على أصحاب الفضيلة؛ الشيخ
عبد الله علوان و
سعيد حو ى و
محمد نجيب المطيعي والدكتور
حسين حامد حسان و
عمر سيف. وقرأتها عليهم، ووافقوا عليها ووقع معظمهم عليها، وكذلك
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين قرأتها عليه ووقع عليها. وأفتى بمثلها الشيوخ الكرام عبد الرزاق عفيفي وحسن أيوب والدكتور أحمد العسال.
ثم عرضت فحواها في خطبة في منى في مركز التوعية العامة في الحج، حيث ي
جتمع فيها أكثر من مائة عالم من جميع أنحاء العالم الإسلامي وقلت لهم: إتفق السلف والخلف وجميع الفقهاء والمحدثين في جميع العصور الإسلامية؛ أنه إذا اعتدي على شبر من أراضي المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، بحيث يخرج الولد دون إذن والده، والمرأة دون إذن زوجها، وأنا أقرر أمام أمير المجاهدين سياف ومن خلال معايشتي للجهاد الأفغاني ثلاث سنوات أن الجهاد في أفغانستان يحتاج إلى رجال، فمن كان منكم أيها العلماء عنده اعتراض فليعترض، فلم يعترض أحد. بل قال الدكتور
الشيخ إدريس: (يا أخي هذا الأمر لا خلاف فيه).من أجل هذا طبعت هذه الفتوى عسى الله أن ينفعنا بها في الدارين وينفع بها جميع المسلمين.
عبد الله عزام
====================
الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيانإن الحمد لله نحمده ونستعنه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجميعن.
وبعد:
فلقد اختار الله برحمته هذا الدين ليكون رحمة للعالمين، وأرسل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ليكون خاتما للنبيين بهذا الدين، ونصر هذا الدين بالسيف والسنان، بعد أن وضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجة والبيان،
فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والطبراني: (
بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم) [صحيح الجامع الصغير (2828) للألباني ].
وقد اقتضت حكمة الله أن يقيم صلاح الأرض على قانون الدفع فقال سبحانه وتعالى: {
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين}، أي أن الله عز وجل تفضل على البشرية بأن سن لهم هذا الناموس وبين لهم هذا القانون (قانون الدفع)، أو بعبارة أخرى الصراع بين الحق والباطل وذلك من أجل صلاح البشرية وسيادة الحق وانتشار الخير،
بل إن الشعائر التعبدية ودور العبادة محمية بهذا القانون لقوله تعالى: {
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.
وهذا القانون (قانون الدفع) أو الجهاد قد احتل صفحات كثيرة من كتاب الله عزوجل، لأن الحق لا بد له من قوة تحميه، فكم من حق و ضع بسبب خذلان أهله له، وكم من باطل رفع لأن له أنصارا ورجالا يضحون من أجله.
والجهاد يقوم على ركنين أساسين هما: الصبر، الذي يظهر شجاعة القلب والجنان، و
الكرم الذي هو بذل المال والروح (والجود بالنفس أقصى غاية الجود) ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد: (
الإيمان الصبر والسماحة) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (554)].
يقول
ابن تيمية [مجموع الفتاوى 28/157 ]: (
ولما كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم بينلله سبحانه أن من تولى عن الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير}).
ولذا فقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى شر الصفات وهي البخل والجبن التي تؤدي إلى فساد النفوس وتدمير المجتمعات، ففي الحديث الصحيح: (
شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع) [رواه أبو داود وهو صحيح].
ولقد مرت أزمان على سلفنا الصالح أخذوا بهذا القانون فسادوا الدنيا وأصبحوا أساتذة الأنام كما قال الله تعالى: {
وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.
وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (
صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ويهلك آخرها بالبخل والأمل) [ رواه أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي، صحيح الجامع الصغير (3739).].
ثم جاءت ذراري المسلمين وأهملت قوانين الله ونسيت ربها فنسيها، وضيعوا أحكامه فضاعوا {
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا}، زين لهم سوء أعمالهم واتبعوا أهواءهم،
جاء في الحديث الصحيح: (
إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة) [ (صحيح الجامع الصغير) (1874)، جعظري: فض غليظ مستكبر. جواظ: جماع مناع، سخاب: ثرثار].
ومن
أهم الفرائض الغائبة والواجبات المنسية فريضة الجهاد التي غابت عن واقع المسلمين فأصبحوا كغثاء السيل،
كما قال صلى الله عليه وسلم: (
يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)، قيل: يا رسول الله أمن قلة نحن يومئذ؟ قال: (لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب أعدائكم، لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت)، وفي رواية: قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: (حبكم للدنيا وكراهيتكم للقتال) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (958)، رواه أحمد بإسناد جيد وأبو داود، وفي رواية وكراهية الموت وهو حديث صحيح.].
وجهاد الكفر نوعان:1)
جهاد الطلب (طلب الكفار في بلادهم):
بحيث يكون الكفار في حالة لا يحشدون لقتال المسلمين،
فالقتال فرض كفاية وأقل فرص الكفاية سد الثغور بالمؤمنين لإرهاب أعداء الله، وإرسال جيش في السنة على الأقل، فعلى الإمام أن يبعث سرية إلى دار الحرب كل سنة مرة أو مرتين، وعلى الرعية إعانته، فإن لم يبعث كان الإثم عليه [ ]، وقد قاسها الفقهاء على الجزية، قال الأصوليون: (الجهاد دعوة قهرية فتجب إقامته بقدر الإمكان حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم) [ ].
2)
جهاد الدفع (دفع الكفار من بلادنا):
وهذا يكون
فرض عين بل أهم فروض الأعيان، ويتعين في حالات:
أ) إذا دخل الكفار بلدة من بلاد المسلمين.
ب) إذا التقى الصفان وتقابل الزحفان.
ج) إذا استنفر الإمام أفراد أو قوما وجب عليهم النفير.
د) إذا أسر الكفار مجموعة من المسلمين.