عائلة المزين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عائلة المزين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولاتصل بنا
عرفهم من هو محمد

Knowing Allah

 

 فايز الفايز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو وعد
مشرف
مشرف
ابو وعد


ذكر عدد المساهمات : 643
العمر : 37

فايز الفايز Empty
مُساهمةموضوع: فايز الفايز   فايز الفايز I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 02, 2010 1:26 am

يا وصفي .. لم يعد لنا خيل تعانق الريح .. فقد ماتت جيادنا واستراح الريح .. هل اشتقت مثلي الى رائحة القيصوم وعبق الشيح ؟ .. هل لا تزال عظامك تحن الى وجع " الوطاه " .. وهل تذكر "هزاع" حينما بكيناه وجعا كالجمر يكوي بعضه بعضا ، فذهب مثلك شهيدا لأنه لم يقبل أن يحفر أول جحر لجرذان الفساد ..

ليتني قضيت شهيدا مثلكما على يد أعداء أنفسهم ، وأعداء الوطن ، وأعداء القدس الشريف .. هل تذكر يا وصفي القدس الشريف ؟ .. لقد كتبنا اسماؤنا على سوره العظيم بدماءنا الحية الحيية ، وزرعنا فيه أول بذور بطولاتنا وبطولات النشامى الذين أخلصوا النية دفاعا عن فلسطيننا التي لن تكون إلا تلك الحرة اليعربية ..

لقد سقطت كل أوراق الشجرة ، فبقيت شجرة فلسطين جرداء ، إلا من غصون جف حياءها فطأطأت لنسيم هب من شاطىء بني صهيون ، ترك أخواننا معارك الخنادق ، واستبدلوها بمعارك الفنادق .. فمن الكاذب اليوم يا وصفي .. ومن الصادق ؟

يا وصفي ، مرت علي ثمان سنين وأنا ضيف على رب العباد ، الجبار الجواد ، الذي لا يضام من جاءه عبدا طائعا ، مبتغيا رضاه ، حامدا نعمته ، مسلما له ولقضائه .. طامعا برحمته ، راغبا في عفوه وجنته .. فما فعلنا في يوم خلى أنت وأنا إلا ما كان مقرِبا لله تعالى حين كنا مسئولين في وطننا الذي التهمناه حبا ، وقاتلنا على أسواره جندا ، الله رقيبنا والكرامة لباسنا ، والصدق والوفاء كوفية اعتمرناها فما هانت وهان من ظن بنا السوء وأساء لهذا الوطن .. فما أنذل من عدو متربص إلا تاجر متلصص !

.. يا وصفي .. أكتب لك اليوم ونحن ميتين ، ميت يكتب لميت ، وميت يكتب عنا لا محالة ، وأموات يأكلون بما وفرناه لهم .. فما وفروا لحومنا ، أشبعهم الذل ، و جانبهم العزّ حين لم يقدرّوا الله حق قدره ، ولم يسيروا على الدرب الذي رسمته حوافر جيادنا الضابحة في سبيل الله ، وصالح الوطن ,, فشبعوا وجاع أهلهم .. وثملوا بكؤوس النوم ، و العسكر لا عين تنام ولا يدّ تسرق .. فانظر الى ما كان " بيتي " لم يراعوا له حرمة ، وتهافتوا كالصراصير على قصعتنا ، من كل جحر ينسلون ، فأصبح للفئران مرتعا ، بل مرحى للفئران .. انهم سماسرة لم يلبسوا "الفوتيك " يوما ، ولم يتهدل "الهدب " على صفحات وجوههم الكالحة " بياضا " .. فوضعوا تاريخنا في كفة المزاد .. فلتحيا العسكر !

وسيسألون عنا يوما يا وصفي .. ، فلا نبالي ولن يبالي هزّاع .. يا شقيق التراب ، ويا رفيق الدم ، ويا توأم الوطن ، فما أنتم إلا أنا ، وما نحن سوى هؤلاء الشمّ الأشاوس الذين لم يلن شأسهم في هذا الوطن .. وسأذهب ،و ستذهبون ، بإذن الله ، الى جنتي نظيفا شريفا عفيفا ، بعيدا عن لصوص العروبة ، ونصوص التغريب .. وسأحرمهم من جلستي أمام عيون سخريتهم ، وأبقي ذكرى وفاتي ها هنا ، كيدا بهم وبما يكيدون ، .. لن يرونني هنا مرة أخرى ، وسأترك لعنتي ، ظلاً لا يـُمسح ولا تغطيه ملصقات الترويج التي تحمل صورهم التي لوثت البيئة وسوادهم الذي لوث صفحة التاريخ ، و سواد العيون .

يا وصفي .. لطالما بقيت بينهم جالس على مقعد راتبي دون "لهط" ولا رهط ، وطن الرزق المجبول بعرق التعب ، وطالما جلست سيجارتي على " أريكة شفاهي" التي لم تكفر يوما بهذا البلد .. حين كفروا وأهرقوا على جسد الوطن كثيرا من العرق ، .. سكارى يخططون للحيارى من فقراء بلدي ، سكارى يقررون اتجاه القبلة في مساجد ذبح منابرها التعب ..

فليذهبوا أو لا يذهبوا فلن يفتقدهم أحد .. بل سيستحيل هذا النهر الى سيل من بصاق بعدما تعودون أسماكا نتنة أيها الحيتان البرامكة ، بل ضفادع نافقة فيه ، فليس هناك من شفاه تعض على سيجارة الوجع ، وتتمتم بالدعاء لكم .. فهل تضرع الناس لله يوما يدعون بالخير لإبليس أو نسله ! ؟

ستصلبون على جدار الخزي يا "قاصات " المصلحة الخاصة ، يا ماكينات تفريخ الأولاد والأحفاد من أصحاب المعالي والأكباد ، يا أولاد ، يا لعنة تطارد كل امرأة حبلى ، تحلم في ولد يشبه أفقر فقراء العباد .

ها أنا باشا الأردن .. أطوي قدم على قدم ، أسخر من حداثتهم وأحاديثهم ، من ديمقراطيتهم وكتاتيبهم ، من مجاميع الفلل ، ومن الشلل والملل والنحل ، من النساء الفارهات المرفهات المتمردات على قانون الخجل ، الغارقات في ضباب "السيجار" المخترق لشفاههم ، المطريّات لحومهن لشفاههم ، الوافرات عرّيا ، الفارجات بين الرِجل والرِجل .. المفرّقات بين الرَجُل والرجُل ّ .. يا وصفي : ما أكثرهم ذكرا ، وما أقلهم رجلّ !

يا وصفي .. أدعو الله معي ، وأدعو فرج الله القريب ،ان يحرق "سيجارهم" الذي استنزف ميزانية البلد ، وأن يشعل " الإيدز " في سيولة أرصدة حساباتهم التي ساعدتهم للتحول من لا شيء الى كل شيء ..

يا وصفي ..ناد عليهم : أين أنتم يا أولادي ، يا أحفادي ، يا أحفاد أحفادي ، يا أبناء عمون ، وآدوم ، ومؤاب ، وأبيلا ، يا أعضاد زنوبيا ، التي ضربت خنوعنا " بالزنوبة المقطعة " ونصبت أقلام شعراءها أعواد مشانق لثقافتنا ، وجدلت من ثيابها المستبرقة سندسا ، ومن سراويلها المرقعة ، حبالا ، لتشنق بها ألسنة تدعو الله في جوف الليل أن يعجلّ بالفرَج ، وأن يعفّ الفرّج ، وأن يزجي السحاب الى هذا المرّج ، وأن يمتطي فارسنا الهاشمي اليعربي دوما هذا السرج ، يا لهذا السرج !

يا وصفي .. أين أنتم لتدفعوا بهذه العربة التي أمتطي الى هاويتي ، الى نهايتي التي قرأت الفاتحة على شرفتها ، وبكيت دما على صيحات أجدادي وآبائي وهم يهوون من شاهقها الذي رأيناه يوما خلاصنا ، فأصبح يومنا خلاص علينا ..

يا أعداء الله والوطن .. أدفعوا وارحلوا ، واتركوا سنابك جوادي يدوس أشنابكم التي رماها المزين المغناج على رصيف الشارع ، تدوسها نعال القادمين عبر مطارات العالم الراقي ، .. واسقني يا ساقي ، فالألم يكاد يقتلني ، ولم تعد تحملني قدمي ، ولم أعد أقوى على المشي يا ساقي .

يا وصفي .. في كل العالم ، وعند كل الأمم ، أصيلة النسب منها واللمم ّ ، ينتهي بالعجائز الزمن ، على فراش وثير من توقير وكرامة ورعاية وحفظ جميل لما بنوا ، وما حرثوا ، وما رعوا ، وما حرسوا في ذاك الوطن ، إلا في بلادنا ، فالكل يتربص بنا ، كل شاردة هي بؤس لنا ، وكل واردة هي دمار لنا ، يتركوننا آباء متقاعدين ، ومواطنين سابقين ، وموتى منتظرين ، كالأجرب المعدي البشع ، لا أحد يلتفت له من حمُّر الشفاه ، أو من الوجوه الشقُرّ والعيون الصـُفر ّ ..

يا وصفي .. لا تسل عن "ربعنا " .. فالكل مشغول بأخبار البورصة وما برصت ، وما الى محادثات بنوك آباءنا العجم خَـلـُصت .. لا أحد يتذكرنا .. لا أحد يلملمنا من قرعات الطرقات التائهة كوجوهنا يوم معارك الشرف .

آه يا وصفي .. أنا وليد الحبس ومولود الحرية الحمراء التي كان اسمها " بندر" .. وها قد عزّت الباشوات في زمن الباشوية و" العقول الميّالة " بعدما كان فخرنا برجال حفروا بأظفارهم آبار العزّ وأنهار الكرامة ، فكانت الرؤوس عزيزة تتباهى باعتمارها الكوفية الحمراء و " العـُقلّ ميّالة " ..

نحن الباشوات الذين لا تزال تحن لنا جنازير الدبابات .. وليت شعري ، من يغني " تخسى يا تشوبان ما انت ولف الي .. ولفي شاري الموت لا بس عسكري " .. فهاهي قد صدئت مقاعد الصاج .. واستبدلوها بمقاعد تأتي بهم الانتخابات ، انتخاب الحملّ للثعلب ، ولا تدري القرية من جاءها حارسا ، فليبشر الدجاج بطول سلامة يا وصفي .

يا أولادي أعتذر .. لن يعود لنا المجد فجأة ، ولن يشع في وجوهكم البريق ، ألم نكن نحن قارب النجاة ، واليوم السيد الوطن هو الغريق ، ألم يكن يوم الكريهة عندنا كان هو يوم الاقتراع ؟ فما الذي بدل الحال ؟ وأين استقرت الأحوال .. وبعدها ستعودون تبحثون عن أصلكم الذي ضاع ، وسركم المذاع ، وعنزتكم الحلوب التي أكلتها الضباع .. وستقارعون بعدها الأيام الخالية من أي إنجاز سوى الهروب بعيدا عن مجلس ما يسمى السباع ، الذين امتلأت أكياسهم من اعماركم ، وتوردت وجوههم دماً من مصائبكم ، وامتلأت جيوب مخاتيركم ،حينها، أقلاما توقع على أي قرار في الدنيا ، إلا قرار كرامتكم ، وقرار عروبتكم ، وقرار حقكم في الاستظلال بظل بيتكم ، أو استذكار تاريخ أهل بيتكم ، أو قرار فتح أفواهكم لكسرات خبز مما سرق الكرام من " طابون " قريتكم ...
يا وصفي .. ها قد عدت أتذكر إنني أنسى ، لقد نسيت إن لا بيت لنا ، سوى قبر أقمناه على أطلال إرث المارقين والسارقين ، والمتبرين لإرثنا في أوطاننا .. فالنهاية اقتربت ، وأولادنا هم البداية !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فايز الفايز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عائلة المزين :: استراحة المنتدى :: استراحة المنتدي-
انتقل الى: